تأمل كييف في أن تبني على مخرجات اجتماع دول «مجموعة السبع» في إيطاليا، للحصول على مزيد من الدعم الدولي
وتأمل كييف في أن تبني على مخرجات اجتماع دول «مجموعة السبع» في إيطاليا، للحصول على مزيد من الالتزام الدولي لدعم مجهودها الحربي، والدفع في اتجاه مصادرة الأصول الروسية المجمّدة في بنوك الغرب (حوال 300 مليار دولار أميركي) لاستخدامها في عمليات الدفاع عن أوكرانيا، وإعادة إعمار ما دمّرته الحرب، فيما ستكون قمّتا الدول الأعضاء في «حلف شمال الأطلسي» والاتحاد الأوروبي، في تموز المقبل، حاسمتَين لأغراض إحراز تقدُّم في مسألة قبول عضوية أوكرانيا فيهما. ويجعل كل ذلك قمّة سويسرا، أقرب إلى نافذة لاستهداف دول الجنوب العالمي التي تَجنّب العديد منها اتّخاذ مواقف عدائية من روسيا، أو دعم خطط الحصار الاقتصادي الغربي عليها، وانشغل أكثرها، خلال الأشهر القليلة الماضية، عن شؤون أوكرانيا بحرب الإبادة التي يشنّها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبحسب ما رشح من مصادر سويسرية، فإن الصين لن تحضر، ولكن الهند ستحضر، فيما هناك مؤشرات إلى أن البرازيل والسعودية وباكستان لا تميل إلى المشاركة، علماً أنه لم تتأكّد بعد مواقف دول مهمّة من مثل إندونيسيا وتركيا وجنوب أفريقيا. وسرّبت مصادر في الرئاسة الأوكرانية، أن جهات روسية وصينية تضغط على دول الجنوب للامتناع عن الحضور، أو تخفيض مستوى المشاركة. ويبدو أن السياسيين السويسريين لا يتأمّلون تحقيق تقدُّم نوعي نحو السلام في أوكرانيا نتيجة لهذه القمّة، إذ لمّح بعضهم، في تصريحات صحافية، إلى أنه قد تكون هناك حاجة إلى عقد مؤتمر آخر تحضره روسيا - وأيضاً الصين - للتوصّل إلى اتفاق. لكن ذلك، بالطبع، لن يكون ممكناً على أساس نقاط زيلينسكي العشر.
ولا يبدو توقيت القمّة موفّقاً، في ظلّ تكثيف روسيا نشاطاتها في الجنوب العالمي، حيث تقدّم الدعم العسكري للعديد من الجمهوريات، ولا سيما في أفريقيا، ما يحفّز العديد منها على عدم التورّط في اتّخاذ مواقف، في ما تعتبره حرباً بين الولايات المتحدة وروسيا، وإنْ على الأرض الأوكرانية. ويسبّب مبدأ مصادرة الأصول الروسية لدى البنوك والمؤسسات المالية في الغرب، لدواعٍ سياسية، صداعاً للعديد من دول الجنوب التي تحتفظ بثرواتها لدى تلك المؤسسات. ويأتي فوق ذلك كله، التصعيد العسكري الأخير مع سماح الولايات المتحدة - كما ألمانيا وفرنسا وبريطانيا -، لكييف، باستخدام المعدات والأسلحة التي تمدّ بها الجيش الأوكراني في استهداف الأراضي الروسية، ورفع الحظر على تسليح المنظّمات النازية الأوكرانية، وهو ما يزيد من فرص توسّع النزاع عبر القارة الأوروبية، ويهدّد بزيادة فرص لجوء روسيا إلى استعمال ترسانتها الهائلة من الأسلحة النووية التكتيكية. ولهذا كلّه، فإن أكبر إنجاز قد تحقّقه قمّة زيلينسكي السويسرية، سيكون استعادة الأضواء الإعلامية للحرب في أوكرانيا، بعد أن نسيتها الشعوب أو كادت، بينما هي تتأمّل «حفل» سفك الدماء في غزة.