في ظلّ يأس إسرائيلي متنامٍ من إمكانية إيقاف البرنامج النووي الإيراني، تبحث تل أبيب عن سُبُل أخرى يمكن أن تخدم غرضها. وفي هذا السياق تحديداً، يأتي تسعيرها هجماتها السيبرانية على المصالح الإيرانية، بهدف تأليب الطبقة الوسطى على النظام، ودفْع الأخير بالتالي إلى صرف النظر عن التطوّر النووي لصالح تحسين حياة الناس. لكن تلك الاستراتيجية تثير شكوكاً واسعة في الأوساط الإسرائيلية، التي تنبّه إلى أن النموذج الأقصى من العقوبات، والذي طبّقته إدارة دونالد ترامب ضدّ طهران، لم يفلح في إخضاع النظام الإيراني، فلماذا قد يفعل ذلك افتعال أزمة وقود في البلاد مثلاً؟ الأخطر، بالنسبة إلى إسرائيل، هو أنها هي نفسها تبدو غير جاهزة لهذه المعركة، التي تَظهر، إيران، في المقابل، ماضية في إعداد عدّتها لها، وهو ما تجلّى في نجاحها، أخيراً، في إعادة ربط كلّ محطّات الوقود في البلاد بالنظام الإلكتروني المخصّص للتوزيع، بعد إنهاء عمليات القرصنة التي تعرّضت لها. نجاحٌ دفع الإسرائيليين إلى بدء حملة إشاعات هدفها التشويش على الإنجاز الإيراني، وبالتالي إضعاف ثقة الناس بقدرة المؤسسات الخدماتية على تحصين نفسها، في ما تعتقد تل أبيب أنه يخدم الهدف الرئيس المتمثّل في الاستحواذ على مزاج «قشدة طهران»، وتحريضهم على التمرّد والعصيان.