تحطّمت طائرة ركاب تابعة لشركة «ليون إير» (Lion Air) الإندونيسية في البحر أثناء رحلة من العاصمة جاكرتا إلى مدينة بانكال بينانج في جزيرة سومطرة، كانت تقلّ على متنها 189 شخصاً، وفق ما أعلنت السلطات الإندونيسية. وبحسب الرواية الرسمية، فَقَدَ مسؤولو الملاحة الجوية على الأرض الاتّصال بطائرة «بوينغ 737 ماكس 8»، صباح اليوم، «بعد 13 دقيقة من إقلاعها من مطار جاكرتا»، في رحلة داخلية تستغرق أقل من ساعة. وبحسب معلومات وكالة «رويترز» كان هناك 23 مسؤولاً حكوميّاً على الأقل على متن الطائرة، التي «حاولت العودة قبل فقدانها الاتصال مباشرة». وفي وقتٍ لاحق، أكّدت وكالة البحث والإنقاذ في إندونيسيا أن الطائرة المنكوبة تحطّمت أثناء رحلتها (جي.تي 610)، وأن زورقاً كان يغادر ميناء العاصمة شاهد الطائرة لدى سقوطها.
في غضون ذلك، أعلن المدير العام للطيران المدني في وزارة النقل، سيندو راهايو، أن الطائرة كانت تقلّ «178 مسافراً بالغاً وطفلاً ورضيعين وطيّارين وطاقم مضيفين مكوّناً من ستة أفراد». وأوضح أنّ «الطائرة طلبت العودة إلى قاعدتها قبل أن تختفي نهائياً عن شاشات الرادار».
موقع «فلايت رادار 24 دوت كوم» أظهر أن الطائرة أقلعت عند الساعة 6:20 صباحاً بالتوقيت المحلي، وكان من المقرر أن تهبط في الساعة 7:20 صباحاً. وتُظهر بيانات الموقع أن الطائرة وصلت إلى ارتفاع 5000 قدم (1524 متراً)، قبل أن تفقد الارتفاع. ثم استعادته قبل أن تسقط باتجاه البحر في نهاية المطاف.
آخر ما تم التوصل إليه بشأن مصير الضحايا أوضحته الوكالة الوطنية للطوارئ، التي قالت إن المعلومات تشير إلى عدم وجود ناجين في الكارثة، في حين أعلن المتحدث باسمها «العثور على جثة واحدة جرى انتشالها»، مؤكداً مقتل «الجميع جراء الحادث».
يأتي ذلك، بعدما قال مدير وكالة البحث والإنقاذ، محمد سيوجي، خلال مؤتمر صحافي: «لا نعلم ما إذا كان هناك أيّ ناجين»، مضيفاً أنه «لم ترد أي إشارة استغاثة من جهاز تحديد المواقع في حالات الطوارئ بالطائرة». لكنّه أشار إلى أن فرق الإغاثة «عثرت على أغراض مثل هواتف محمولة ونحو 30 سترة نجاة في المياه على عمق نحو 35 متراً من الموقع الذي فُقد فيه الاتصال بالطائرة».

الطائرة طلبت العودة إلى قاعدتها قبل أن تختفي نهائياً عن شاشات الرادار (أ ف ب )

«عيب» فني؟
حتى الساعة، لا تزال أسباب تحطم الطائرة «مجهولة»، وفق تصريح مسؤول في لجنة سلامة النقل الإندونيسية، بانتظار «انتشال الصندوقين الأسودين للطائرة»، وهما مسجِّل صوت قمرة القيادة ومسجِّل بيانات الرحلة. وفيما أكّد أنّ «الطقس كان صافياً وقت تحطّم الطائرة»، قال الرئيس التنفيذي لمجوعة «ليون إير»، إدوارد سيرايت، في تصريح لـ«رويترز»: «لا يمكننا أن نقول ما هي الحقائق بعد. نحن أيضاً نشعر بالحيرة بشأن السبب بالنظر إلى أن الطائرة كانت جديدة». علماً أن بياناً سابقاً لشركة الطيران أشار إلى أن الطائرة «دخلت الخدمة في آب/أغسطس الماضي»، وأن حالتها كانت «مستوفية لشروط الطيران، فيما قضى الطيار ومساعده ما مجموعه 11 ألف ساعة من الخبرة في عملهما».
إلّا أنّ سيرايت قال إنّ الطائرة «كان بها عيب فنّي في رحلة سابقة، لكن جرى إصلاحه وفقاً للقواعد المتّبعة». لكنّه أحجم عن تحديد طبيعة المشكلة الفنية، مكتفياً بالقول إن الشركة تسيّر 11 طائرة من نفس الطراز، ولم يعانِ أي منها من ذات المشكلة الفنية. وما بدا لافتاً في تصريح سيرايت هو ما صرّح به لوكالة «فرانس برس»، إذ قال إن «التقنيين في جاكرتا تسلّموا ملاحظات وقاموا بتصليحات جديدة قبل أن تقلع الطائرة إلى بانغكال بيناي»، حيث كان يفترض أن تهبط اليوم، موضحاً أنها «إجراءات عادية».
وتأتي هذه الحادثة بعد سلسلة من الكوارث المشابهة، كان أسوأها في آب/ أغسطس 2015، حين تحطّمت طائرة «إيه إي آر 42-300» تابعة لشركة الطيران الإندونيسية «تريغانا إير»، وعلى متنها 44 مسافراً بالغاً وخمسة أطفال وطاقم من خمسة أفراد في جبال بينتانغ، بسبب الأحوال الجوية السيئة. ولم يتم العثور، حينذاك، على أي ناجٍ.