مرة جديدة أكدت واشنطن على لسان وزير الخزانة ستيفن منوتشين، أن رئيس البلاد دونالد ترامب، تطرّق بالفعل الأسبوع الماضي مع رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، إلى الملف الزراعي، مكذباً بذلك ما قاله الأخير. وقال منوتشين أمس، في تصريح إلى شبكة «فوكس نيوز» الأميركية: «كنت في الغرفة وكانت لنا نقاشات محددة حول الزراعة، وحول ضرورة كسر الحواجز على الزراعة، وإعطاء مزيد من الفرص لمزارعينا»، وتابع: «تكلمنا بالتحديد أكثر عن الصويا، واتفقنا على درس الأسواق الأخرى»، مضيفاً أنه «سيكون ذلك جزءاً مهمّاً من أي اتفاق قد نصل إليه». وكان ترامب قد أعلن الخميس الماضي، أمام مزارعين أميركيين غداة الإعلان عن تهدئة في شأن النزاع التجاري مع أوروبا، أعقب لقاءه يونكر، أنه «فتحنا للتو أوروبا أمامكم أيها المزارعون»، إلّا أن يونكر قال العكس في اليوم التالي، لافتاً إلى أن «الزراعة هي خارج الاتفاق وإلّا لكان فشل على الأرجح». كما كانت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية مينا أندريفا، أعلنت في وقتٍ سابق أن يونكر «كان واضحاً جداً عندما قال لن نتفاوض حول المنتجات الزراعية، هذا خارج مواضيع النقاش».ورداً على سؤال حول من يكون الصادق هو أو الناطقة باسم المفوضية، كرر منوتشين القول إن الزراعة «تشكل بالفعل جزءاً لا يتجزأ من المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي»، مضيفاً أنه «لقد كانت لنا محادثات محددة حول الصويا، وهذه كانت المرحلة الأولى. كما ناقشنا مواضيع أخرى وأكرر أن كل هذا يشكل جزءاً من التفاوض». ولفت الوزير الأميركي إلى أنه أيضاً «نريد إلغاء مجمل التعرفات الجمركية، وهذا ما نركز عليه».
في السياق، وصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاتفاق بأنه «هدنة موقتة في الحرب التجارية المشتعلة على جانبي الأطلسي». ووفق تقرير الصحيفة الأميركية، فإن ما حدث فعلاً، هو اتفاق بين الزعيمين على خطوط عريضة يمكن على ضوئها بدء مفاوضات مفصلة في شأن خفض التعرفة الجمركية وخفض الدعم لبعض الصناعات، لكنّ التزاماً أوروبياً فعلياً بفتح الأسواق أمام المنتجات الزراعية لم يحدث، وإنما أبدى الوفد الأوروبي النيّة في استيراد مزيد من لحوم البقر وحبوب الصويا. وبالتالي، رأت الصحيفة أن ما تم حقيقة هو «هدنة في الحرب التجارية»، أكثر منه اتفاقاً ملزماً.
يُذكر أن مفاد اتفاق يونكر وترامب هو أنه ما دام هناك تفاوض بين الطرفين فإن الرئيس الأميركي يسحب تهديده بفرض رسوم جمركية على الواردات الأوروبية من السيارات، في حين وعد يونكر بالمقابل بأن تستورد أوروبا كميات كبيرة من الصويا والغاز المسال من الولايات المتحدة. ويعتبر ترامب أنه كان من المهم جداً بالنسبة إليه أن يحصل على ضمانات أوروبية بالمضي في استيراد الصويا الأميركية، لأن المزارعين الأميركيين المعروفين عادة بدعمهم للجمهوريين، سبق أن خسروا الكثير بسبب النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة.