حقّق فيلم «ولاد رزق 3» إيرادات قياسية في شباك التذاكر المصري، متجاوزاً الـ 461 ألف دولار أميركي يومياً! وهو ما كان متوقّعاً منذ البداية بفضل الشعبية الكبيرة التي حظيت به النسختَيْن السابقتَيْن منذ انطلاقته في عام 2015. لكن كلّ مَن يشاهد الفيلم يلاحظ أنّه أُعدّ وصُوّر على عجلة تلبيةً لطلبات رئيس مجلس إدارة «الهيئة العامة للترفيه» السعودية، تركي آل الشيخ الذي اقترح تصوير مهمّة الأشقاء الثلاثة الأخيرة في المملكة مقابل تمويل سخيّ جداً، يُقال إنّه بلغ 8 ملايين دولار أميركي.وأكّد صنّاع العمل أنفسهم على انطباع المشاهدين خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم يوم الثلاثاء الماضي في القاهرة، وسط حضور إعلامي وفني كبير، وفي إطار احتفالية استمرت قرابة 10 ساعات، عُرض خلالها الشريط مرتين. صحيحٌ أنّ العمل برعاية علامات تجارية شهيرة عدّة وتتخلّله إعلانات مباشرة كثيرة لبراندات مصرية، كما جرت العادة في أفلام المنتج والمخرج طارق العريان، لكنّ الجميع أشار إلى أنّه لولا تمويل «بو ناصر» لما خرج الفيلم بهذه الصورة التقنية والتسويقية الفائقة.
سمح «بو ناصر» لفريق العمل بتصوير مشاهد خلال «موسم الرياض»، وتحديداً في نزال شارك فيه الملاكم البريطاني الشهير تايسون فيوري. وكيّف السيناريست صلاح الجهيني والمخرج طارق العريان القصة لتتناسب مع العرض، ما أفرز خللاً درامياً واضحاً، أدركه كلّ متابع مخلص للجزأين السابقين. ومع أنّ صنّاع العمل لم يفوّتوا فرصة للاحتفاظ بعالم «ولاد رزق» الأصلي، من مشاهد حركة وتلميحات جنسية مبطّنة وتويستات مفاجئة، ولا سيّما التحوّل الأخير المرتبط بشخصية «سلطان الغول»، إلّا أنّ ذلك لم يمنع وقوع هفواتٍ عدة، وخصوصاً بعد غياب اثنين من أهمّ الأبطال: أحمد الفيشاوي وأحمد داوود.

ومن بين أبرز الثغرات الدرامية في الجزء الثالث، نذكر ظهور شخصية «الشايب» التي قدّمها آسر ياسين ضمن فريق «رضا» (أحمد عز) و«ربيع» (عمرو يوسف) و«رمضان» (كريم قاسم). مع العلم أنّه قابل في نهاية الجزء الثاني عدوّيهما «صقر» (سيد رجب) و«الشربيني» (محمد لطفي)، ليتّفقوا على التصدّي للإخوة الأربعة. أمّا تبرير هذا التحوّل، فكان واهياً. فالسبب الأساسي غير المعلن هو تغطية غياب الأخ الرابع «رجب» (أحمد الفيشاوي) الذي قيل إنّه دخل السجن بسبب إدمانه على المخدرات. ولم يقتنع مَن حضر المؤتمر الصحافي بأنّ انشغالات الفيشاوي هي السبب الوحيد لعدم انضمامه إلى الموسم الثالث، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أحمد داوود الذي تمنى القائمون على الشريط عودته في الجزء الرابع في حال نُفّذ، واستبدلوه بشخصية «الكوري» الذي قدّمها علي صبحي بإتقان، رغم غياب أي مبرّر دراميّ لانضمامه إلى «ولاد رزق 3».
تكرّرت هفوات مماثلة على مدار الأحداث، مثل استعادة الخلاف بين «رضا» وزوجته «حنان» (نسرين أمين) بهدف تبرير مشهدٍ حميم مع «شهد مراجيح» (منى ممدوح)، ناهيك باستغلال مدرّس ابن «رضا» (أحمد الرافعي) في عملية خداع كبرى امتدّت على مدار العمل.
وفضلاً عن ذلك، لم تظهر في مشهد الرحلة إلى السعودية أيّ شخصية سعودية. كلّ ما في الأمر أنّ مجموعة من الأشقياء وصلت إلى «موسم الرياض» وتربّصت بالملاكم الشهير الذي كان يضع ساعة نادرة مرصّعة بالألماس، بهدف اختطافه وسرقته. من هنا، اندلع قتالٌ ناريّ غير منطقي في شوارع العاصمة السعودية وممرّات البوليفارد، لينتهي في منطقة الأهرامات المقلّدة. فيُطلق الأخ الأكبر صيحته الشهيرة «هتعلّموا علينا في منطقتنا؟»، وكأنّه في أهرامات مصر بالفعل. بدأت الزيارة وانتهت مع تركيز الجمهور على الأكشن والمطاردات فقط، بينما بقي موسم الرياض مجرّد خلفية لم يهتمّ بها سوى مموّل الفيلم «بو ناصر». لا بأس، فطلباته أوامر!