الحسكة | يواصل الجيش السوري والقوات الرديفة له، بإسناد من الطيران الحربي السوري - الروسي المشترك، تنفيذ عملية عسكرية مركزة ضدّ خلايا تنظيم «داعش» في البادية السورية، التي تربط عدة محافظات سورية بعضها ببعض، وصولاً إلى الحدود مع العراق. وأتت هذه العملية بعد تصعيد تلك الخلايا المتمركزة في مناطق قريبة من وجود الأميركيين في كل من التنف على مثلث الحدود مع العراق، وريفي الرقة ودير الزور، من نشاطاتها الإرهابية، وسط اتهامات حكومية لواشنطن بتسهيل نشاط «داعش»، وتقديم الدعم العسكري والاستخباراتي له في البادية، وتمكينه من شن عمليات متقطعة ضد الجيش وحلفائه. كما تأتي بعد تنفيذ التنظيم خلال المدة الممتدة من آذار وحتى أيار من العام الحالي، عمليات عدة وفقاً لتكتكيك «الذئاب المنفردة»، سواءً عبر هجمات مباشرة أو باستهدافات لباصات مبيت أو آليات عسكرية ومدنية، ما أدى إلى استشهاد العشرات من المدنيين والعسكريين وفقدان آخرين. وتستهدف العملية التي أُطلقت قبل أسبوع، تحت عنوان تأمين البادية السورية في محافظات الرقة وحلب ودير الزور وحمص وحماة، تثبيت نقاط مراقبة دائمة، والوصول عبر جنود المشاة إلى مخابئ التنظيم في عمق البادية، بغرض إنهاء وجوده بشكل كامل في تلك المناطق. كما تهدف إلى تأمين الثغرات الموجودة في العمق، والتي عادة ما يستغلها «داعش» لتنفيذ هجماته ضد وحدات الجيش والقوات الرديفة، ومنعه من توسيع عملياته لتهديد الأمن والاستقرار في المدن والبلدات المرتبطة بطرقات برية مع البادية، كما حصل في منطقة التبني في ريف دير الزور قبل شهرين. وحاولت وسائل الإعلام المحسوبة على المعارضة، أو القريبة من «داعش»، منذ بدء الجيش عمليته، التشويش عليها، عبر نشر أخبار عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين في صفوفه، وفقدان الاتصال مع مجموعات أخرى منه.
تستهدف العملية تثبيت نقاط مراقبة دائمة


لكن مصادر ميدانية تنفي، لـ«الأخبار»، «وجود أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين والمفقودين في صفوف الجيش»، مبينةً أن «ضابطين وعدداً محدوداً من الجنود استشهدوا خلال عمليات التمشيط البرية، أو بانفجار ألغام زرعها الإرهابيون في المنطقة». وتوضح المصادر أن «العملية التي ينفذها الجيش تعد الأوسع والأهم، وهي انطلقت من ستة محاور على الأقل، من الرصافة والسخنة وتدمر وأرياف حماة ودير الزور وحلب»، مضيفاً أن «الهدف الرئيسي للعملية إغلاق المنافذ والثغرات التي يعبر منها تنظيم داعش من منطقة الـ55 كم ومحيط التنف، في اتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري والقوات الرديفة». وتؤكد المصادر أن «هنالك تقدماً ميدانياً في العملية، مع استمرارها إلى حين تأمين البادية الجنوبية للرقة والغربية الجنوبية لدير الزور وصولاً إلى السخنة وتدمر ومشارف منطقة التنف، لتعزيز الأمن والاستقرار على الطرقات العامة، وزيادة تأمين طريق دمشق – بغداد، والقضاء على أي نشاط للتنظيم في هذه المناطق»، متابعةً أن «الإصرار كبير على إنهاء وجود تنظيم داعش، والقضاء عليه أو إبعاده في اتجاه مناطق انطلاقه من قاعدة التنف، وتثبيت نقاط مراقبة تمنع تسلله من هذه المناطق مجدداً».