فيما يواجه الحكم بالسجن لمدة 142عاماً، يترشّح الرئيس السابق لـ«حزب الشعوب الديموقراطي» التركي المعارض، صلاح الدين دميرتاش، للانتخابات الرئاسية التي تجرى في تركيا في 24 حزيران المقبل، وفق ما أعلن حزبه، اليوم. بعد موافقة الحزب على ترشيح قائده السجين، ستطلق، بدءاً من الغد، حملته الرئاسية في تجمعات متزامنة في اسطنبول ومدينة دياربكر.
في هذه الأثناء، يزداد الترقب في البلاد، مع إعلان أربعة أحزابٍ معارِضة، عن نيتها تشكيل تحالفٍ للانتخابات الرئاسية والبرلمانية تواجه به «حزب العدالة والتنمية» ورئيس البلاد، رجب طيب أردوغان، بعدما زادت التساؤلات في الأيام الأخيرة في شأن مرشحي تلك الأحزاب. سيتألف هذا التحالف المرتقب، وفق صحيفة «حرييت» التركية، من «حزب الشعب الجمهوري» و«حزب السعادة» و«الحزب الديموقراطي» و«الحزب الجيد»، ومن المتوقع أن يبرم غداً.
بالنسبة لدميرتاش، الذي أصبح المرشح الثاني بمواجهة أردوغان بعد رئيسة «الحزب الجيد»، ميرال أكشنار، فهي ليست المرة الأولى له كمرشح رئاسي، إذ خاض السباق في عام 2014، وقاد «حزب الشعوب الديموقراطي» في حزيران 2015 لدخول البرلمان للمرة الأولى.
لكن يبدو أن اعتقاله في تشرين الثاني 2016، خلال «حملة التطهير» التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز 2016، واتهامه بالارتباط بـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور، لم يمنعه من الاستمرار بعمله السياسي، على رغم إعلانه أن «حياته السياسية» انتهت طالما سيبقى في السجن، في شباط الماضي، ما دفع الحزب لتعيين بديلٍ عنه.
في رسالة إلى صحيفة «جمهورييت»، هذا الأسبوع، وصف دميرتاش الانتخابات بأنها «النقطة الحاسمة»، التي ستحدّد ما إذا كانت تركيا تتجه نحو نظام الرجل الواحد السلطوي أو «نحو كفاح من أجل الديموقراطية».
وفيما لم يتضح بعد ما الذي دفعه إلى تغيير رأيه، وكيف يمكن أن يسجّل نفسه مرشحاً ويقوم بحملة انتخابية، أثناء وجوده في السجن، إلّا أن رئيسا الحزب بيرفين بولدان وسيزاي تيملي، طلبا من أنصاره الخروج غداً والاحتفال بانطلاق الحملة. في بيان، قال الرئيسان: «سنجتمع لنتشارك فرحتنا بترشيح صلاح الدين دميرتاش نفسه للرئاسة... لقد أصبحنا قادرين بالفعل على رؤية مستقبل مشرق».
بانتظار إعلان الأحزاب الأربعة المعارضة الأخرى عن تحالفها رسمياً، انتقدت الحكومة تلك الخطوة ووصفتها بأنها خدعة لمعارضة أردوغان بأي ثمن، فيما وصفها نائب رئيس الوزراء، بكر بوزداغ، ساخراً بأنها «تحالف بالإكراه، مثل الزواج بالإكراه». كذلك، من المتوقع أن يكشف «حزب الشعب الجمهوري» عن مرشحه لتحدّي أردوغان، غداً.