«نمر من ورق»، «انعدام الزعامة»، «أوباما ضعيف غير قادر»، «انتصار الأسد»، «الإيرانيون يجلسون ويضحكون»، و«انتصار لقدرة الردع الإيرانية»، كلها عبارات وردت على لسان المعلقين الإسرائيليين، في أعقاب ترحيل القرار والحسم، إلى الكونغرس الأميركي.
وتناولت صحيفة «يديعوت أحرونوت» القرار الأميركي في مقالها الافتتاحي، مشيرة إلى أنّ «قرار أوباما عكس الموقف الحقيقي للولايات المتحدة، التي لا تريد ولا تسارع ولا تتحمس، بل ولا ترى فائدة في تنفيذ عملية عسكرية ضد سوريا، فهي لا تريد أن تتورط في الشرق الأوسط من جديد». وأضافت افتتاحية الصحيفة أنّ «أوباما أثبت أنه فقط القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية، وليس مقاولاً فرعياً لإسرائيل أو لتركيا أو للسعودية أو لفرنسا، وليس موظفاً لديهم، لشؤون سوريا والمنطقة». وحذر معلق الشؤون العسكرية والأمنية في الصحيفة، رون بن يشاي، من خطورة الخطوة الأميركية وتداعياتها السلبية على أكثر من ملف في الشرق الأوسط، ومنها الملف النووي الإيراني، مشيراً إلى أنّ «الرئيس أوباما هو الذي تراجع أولاً في لعبة عضّ الأصابع، وهذا سيّئ جداً للمصالح الأميركية، وأيضاً لمصالح حلفاء أميركا في المنطقة، وهذا يبثّ رسالة تشجيع وتعزيز لكل الأنظمة المعادية، التي لديها، أو سيكون لديها، أسلحة دمار شامل».
وفيما شدّد بن يشاي على أنّ قرار أوباما لا يلغي الضربة بل يؤجلها إلى الموافقة عليها في الكونغرس. أضاف أنّ القدر المتيقن حتى الآن، أن أصل تأجيل الضربة هو رسالة تأخير وتردّد، وستنظر إيران جيداً إليها، وهي مسألة خطيرة إذا طورت سلاحاً نووياً، سواء على إسرائيل أو الولايات المتحدة وأيضاً على حلفائها، وفي مقدمتهم السعودية.
وكتب معلق الشؤون السياسية في موقع «ذا بوست» على الانترنت، بن كسبيت، أنّ «العالم منقسم اليوم بين مجموعة تقاتل، ومجموعة تتفنن في فن الخطابة، وباراك أوباما من المجموعة الثانية الذي يتحدث على نحو بارع، لكنه لا يقوم بشيء أبداً». وشدد كسبيت على أنّه «إذا استحصل أوباما على اذن من الكونغرس، فسيعمد إلى تنفيذ الهجوم، وسوف يغفر له التاريخ تأخره، والرسالة في هذه الحالة إزاء طهران ستكون أنه متثاقل، لكنه جدي وحازم»، لكنه أضاف أنه «إذا صوّت كونغرس أوباما ضد، مثل ما صوت كونغرس (رئيس الوزراء البريطاني ديفيد) كاميرون، فمن الأفضل لنا عدم التفكير في هذا الاحتمال».
ووصفت القناة الأولى في التلفزيون العبري، الرئيس الأميركي بأنّه «رئيس متلعثم ومتردد وضعيف». وأشارت إلى أنّ «الخط الأحمر الذي وضعه أمام سوريا إزاء استخدام السلاح الكيميائي، تحول إلى خط زهري، وهو الآن يتحول، يوما بعد يوم، إلى خط أبيض». وأشارت القناة إلى أنّ «أوباما يقف على رأس دولة عظمى، هي الأقوى في العالم، لكن يمكن القول إنّها أيضاً نمر من ورق، بعدما أثبتت أنها قوة لا تريد أن تفعل شيئاً، رغم كل الانذارات والتهديدات التي وجهتها (إلى الرئيس السوري بشار) الأسد، الذي يبدو أنه يضحك الآن كثيراً». وتساءلت القناة عن تداعيات عدم موافقة الكونغرس على توجيه ضربة إلى سوريا، مشيرة إلى أنّه «في كلتا الحالتين، موافقة الكونغرس أو عدمها، يبدو الرئيس الأميركي كبطة عرجاء، في نظر خصومه وأعدائه».
وأشارت القناة إلى أنّ أوباما قام في البداية بوضع خط احمر للنظام في سوريا إزاء استخدام الكيميائي، لكن بعد ذلك، قام بالتملص منه: «لقد كان بامكان الرئيس الأميركي أن ينزع الدمغة السيئة والتردد والانطواء، ويبث رسالة حازمة للمتطرفين المنطقة، إلا أنّه فضل عدم القيام بشيء».
ووصفت القناة الثانية، أوباما بالمتردد وغير الراغب بتوجيه أي ضربة عسكرية إلى سوريا، مشيرةً في تقرير بثته في أعقاب الخطاب الذي سمته «تأجيل الحسم وتحويله إلى الكونغرس»، أنّ «أوباما لا يرغب في عملية كهذه، وهو يتمسك بأي شيء كي يتجنب العمل العسكري، حتى لو كان تمسكه بقشة واحدة تطفو على وجه الماء». وأضافت أن «أوباما أراد أن يكسب مزيداً من الوقت، لعلّه يحصل على نافذة فرصة للخروج من كل ما يحدث، ولعل أحداً ما يعطيه الحل، أو يأتي من الكونغرس، الذي أحال عليه القرار والحسم».
وفيما أكدت القناة العاشرة على أنّ قرار أوباما انتصار لقدرة الردع الإيرانية والتهديدات الصادرة عن طهران، شدّد معلق الشؤون العسكرية في القناة، ألون بن دافيد، على تداعياته وعلى رسالة الضعف التي يبثها إلى المنطقة، مشيراً إلى أنّ «مكانة الولايات المتحدة ليست في ذروتها في الشرق الأوسط، ورغم ذلك ها هو أوباما يبث الكثير من الضعف، وهو يقف أمام الأسد، وغير قادر على شن هجوم صغير ومحدود ومن يوم واحد».
بدوره، أكد معلق الشؤون العسكرية في «هآرتس»، عاموس هرئيل، على تداعيات القرار السلبية على المصالح الإسرائيلية، وتحديداً في ما يتعلق بالتحدي النووي الإيراني، مشيراً إلى أنّ «تردّد أوباما، ومن ثم تأجيل الهجوم على سوريا، إضافة إلى أنّ أصل الهجوم كان سيكون محدوداً إن حصل، يضع استنتاجات مقلقة من إسرائيل، في ما يتعلق بكيفية المواجهة الأميركية، يوم الاستحقاق الموعود، تجاه الملف النووي الإيراني».
معلق الشؤون العربية في موقع «واللا» العبري، أفي يساخروف، شدّد على التداعيات الخطيرة للموقف الأميركي، وتحديداً لدى المحور الآخر، «ففي كل من سوريا وإيران، شاهدوا رئيساً أميركياً متذبذباً ومتردداً ويخشى كثيراً، ولعله خائف جداً». وأضاف أنّ «أوباما خرج من هذه القصة بصورة بشعة، والولايات المتحدة خرجت بصورة سيئة»، مشدداً على أنّ تداعيات الارباك والتردد الأميركيين على إيران وعلى قضيتها النووية، إذ بحسب يساخروف فإنّ «الإيرانيين ينظرون إلى ما قام به أوباما ويتساءلون: إذا كان متردداً هكذا في الشأن السوري وإلى هذه الدرجة، فكيف به إذا وصلنا إلى ساعة الاستحقاق في الموضوع النووي».