طغت حشود السوريين المتجهين للاقتراع في جديدة يابوس، عبر نقطة المصنع أمس، على قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق إسقاط صفة النازح عن كل من يدخل الأراضي السورية. نحو 10 آلاف سوري قدموا من جميع المحافظات اللبنانية، للاقتراع في المركز من دون اي إشكالات تذكر.
بدأ الضغط منذ ساعات الصباح الأولى واستمر حتى الثالثة بعد الظهر، ما عرقل حركة موظفي الأمن العام في البداية، قبل أن يصدر قرار استثنائي، بحسب مصدر في الأمن العام، يقضي بختم المغادرة على قسيمة معبأة مسبقاً، على نسختين واحدة تبقى لدى الأمن العام، يجري عبرها ادراج معلومات المغادر الى حركة العبور لاحقاً، والثانية تسلّم لدى العودة، ليحتفظ المغادر المقيم في لبنان بقسيمة دخوله القديمة. فيما تولى عناصر قوى الأمن الداخلي تنظيم سير الحافلات والسيارات التي نقلت الناخبين من امام مبنى الجمارك الى جديدة يابوس.
مشهد الزحف والضغط الهائل في نقطة الأمن العام في المصنع، لم يخف بعض الإخفاقات والتجاوزات لدى الناخبين الذين لم يعرف بعضهم كيفية الانتخاب. فالغالبية كان همها إبداء حسن نيتها في إرضاء منظمي انتقالهم من المناطق اللبنانية، من الجنوب والشمال والبقاع وبيروت والجبل، للاقتراع لـ«الأسد» في جديدة يابوس، ولو تطلب منهم الأمر الاقتراع في أكثر من مكان لفعلوا، بحسب مسعد القادم من صيدا الذي قال: «بالدم بصوتلو للرئيس بشار، مرة بالسفارة وهلق إذا بيطلبو مني صوتلو بحمص كمان ما بتأخر»!
بعض القادمين همهم أن تنتهي الأزمة ليعودوا إلى ديارهم وبيوتهم، بحسب إيمان الآتية من بلدة بدنايل في البقاع الشمالي. «بيهمنا نرجع على بلادنا، أملنا بالرئيس ينهي الأزمة، حاجتنا بهدلة»، تقول.
ضغط الحشود أرخى بظلاله على مواقف التيارات السياسية والإسلامية المؤيدة للمعارضة السورية التي فوجئت بمواكب من قرى بقاعية محسوبة عليها. وبحسب أحد المقربين من تيار المستقبل، فإن «ما قبل الانتخاب ليس كما بعده»، في إشارة إلى علاقتهم بالنازحين السوريين. وأضاف: «السوريون متل العدس ما بتعرفلن بطن من ظهر»، واضعاً مشهد الناخبين السوريين، عند نقطة المصنع، في إطار «العراضة» لقوى 8 آذار، قائلاً: «أكثرية الناخبين اليوم هم أنفسهم انتخبوا في السفارة السورية بهدف وضع قوى 14 آذار الداعمة للمعارضة السورية وللنازحين السوريين في مواجهة مع هؤلاء». وأكّد: «لن تمر هذه الانتخابات مرور الكرام. لا بد من تقويم لكل المرحلة السابقة وكيفية التعاطي مع ملف السوريين». ولفت إلى أن هذه المشهدية ستنعكس سلباً على الواقع، متسائلاً: «من يضمن عدم تضييق مواطنين لبنانيين على السوريين الذين انتخبوا في قرى غالبيتها معارضة». وهذا ما أشار إليه أيضاً أحد الناشطين في العمل الاجتماعي في إعانة النازحين، إذ أعرب عن خشيته من «صراعات داخل المخيمات، بين موالين ومعارضين، بعدما اكتشفت هوية بعضهم السياسية». وقال: «بعد المعطيات من خلال الانتخاب في السفارة منذ أيام، أصبحنا نرى مشردين جدداً من بعض المخيمات والقرى، نتيجة لموقفهم السياسي».