يتابع الجيش السوري عملياته العسكرية في المنطقة الجنوبية. العملية التي بدأت منذ نحو الأسبوع، حقّقت نتائج أكثر ممّا كان متوقعاً قبل بدء الأعمال العسكرية. فسرعان ما تهاوت دفاعات المسلحين في الريف الشرقي تحت الضربات الجوية والمدفعية القاسية، مما أجبرها على الانخراط في «المصالحات»، أو الانسحاب نحو الجنوب للتحصن في قرى أخرى.
قرى اللجاة تمت السيطرة على أغلبها بلا قتال يذكر، إذ انخرطت الفصائل التي كانت تسيطر عليها في «المصالحات» التي يقوم بها مركز المصالحة الروسي، كما تم عزل بقية قرى اللجاة بعد السيطرة على بصر الحرير ومليحة العطش في الريف الشمالي الشرقي لدرعا. ومن البلدتين اللتين سيطر عليهما الجيش بالأمس، تقدّم جنوباً نحو بلدة ناحتة، التي سرعان ما سقطت بيد القوات المهاجمة. ثم تابع تقدمه صباح اليوم ليسيطر على المليحة الشرقية، والمليحة الغربية بساعات قليلة ومن دون قتال يذكر.
الجيش السوري كثّف استهدافه للقرى التي يتحصن فيها المسلّحون في الريف الشرقي، مثل دير السلط والصورة شرق خربة غزالة، إضافة إلى بلدات المسيفرة والغارية الغربية والجيزة في الريف الشرقي أيضاً. وبالتوازي، وسّع الجيش دائرة استهدافاته في الريف الغربي، حيث شنت طائراته غارات جوية على مدينة داعل، وبلدات أبطع، طفس ونوى. واللافت أن طائرات الجيش استهدفت بلدة تسيل التي يسيطر عليها ما يعرف بـ«جيش خالد بن الوليد» الذي يوالي تنظيم «داعش»، في حوض اليرموك.

في المقابل، خرج أهالي بلدتي أبطع في الريف الشمالي لدرعا، والغارية الشرقية في الشرقي، بمسيرات مؤيدة للجيش السوري، ورفعوا العلم السوري، مطالبين المسلّحين بـ«الخروج من بلدات محافظة درعا وإنهاء المعارك ودخول الجيش السوري وعودة الدولة إلى المنطقة الجنوبية»، بحسب ما أفادت مصادر محلية. في وقت لاحق، أعلنت وكالة «سانا» الرسمية السورية، أن المجموعات المسلحة في بلدتي أبطع والغارية الغربية «تقوم بإطلاق النار على المواطنين الذين أعلنوا دعمهم وتأييدهم للجيش السوري وطالبوا بدخوله لتخليصهم من الإرهابيين». بموازاة ذلك، لجأ المئات من أهالي وعوائل مدينة داعل وبلدة أبطع في ريف درعا الشمالي، إلى نقاط الجيش السوري شرق وجنوب المدينة والبلدة لتخليصهم من المجموعات المسلّحة. وقد عملت القوات الحكومية على تأمين الحماية لهم.

دوليّاً، حذّر المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، من التصعيد العسكري في جنوب غربي سوريا. وقال خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، المنعقدة حالياً في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك: «أخشى أن تصبح العمليات العسكرية في جنوب غربي سوريا، شبيهة بعمليات الغوطة الشرقية (لدمشق) وحلب». كذلك، أعرب دي ميستورا، في إفادته إلى المجلس، التي قدّمها عبر دائرة تلفزيونية من جنيف، عن قلقه الشديد إزاء تلك العمليات العسكرية، واعتبرها «بمثابة عقبة أمام إحراز تقدم في ملف تشكيل اللجنة الدستورية». وأردف قائلاً: «إني قلق للغاية من تطور الأحداث وتصاعد أعمال العنف هناك (يقصد جنوب غربي سوريا)، حيث تجرى الآن وفي هذه اللحظة عمليات عسكرية واسعة النطاق وغارات جوية وإطلاق نار من الجانبين».