الآن في السوبر الأوروبي مدريد هي العاصمة. منذ 1840 باتت تسمى أي منافسة بين قطبين من مدينة واحدة بـ«الديربي». ديربي ميلانو، ديربي الميرسيسايد، ديربي اسطنبول والكثير من الديربيات حول العالم. وفي مدينة مدريد ديربي يحمل طابع الصراع بين السلطة وأبناء المدينة. «ريال» الكلمة تعني بالعربية الملكي، أما الخصم فيلقب بعدة ألقاب تدل على أنه فريق العمال ومنها «صانعو الوسائد». «ديربي» العاصمة مدريد لن يلعب فيها، إنما سيكون في «أ. لو كوك أرينا» الملعب الذي يقع في مدينة تالين الإستونية ويتسع لـ15،000متفرج فقط. لقاء مدريدي ولكنه هذه المرة في منافسة أوروبية، حيث سيواجه ريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا أتلتيكو مدريد بطل الدوري الأوروبي «يوروباليغ» في كأس السوبر قد ينظر البعض إلى هذه المباراة على أنها ليست بالمباراة المهمة، لكن أي فرصة تمنح الفريق فرصة إضافة لقب رسمي إلى سجله هي مباراة ذات قيمة خصوصاً إذا كانت المباراة الرسمية الأولى لك مع الفريق. في ريال مدريد مدرب جديد. أمّا أتلتيكو فقد كان نشيطاً في سوق الانتقالات لذلك فإن مباراة السوبر ستكون مناسبة خاصة لكلى الفريقين. البداية من «لوس إنديوس» وعلى الهامش فإن هذه التسمية جاءت من قبل مشجعي أتلتيكو مدريد لعدة أسباب منها أنها تعني «الهنود» الذين كانوا العدو التقليدي لـ«لوس بلانكوس» (البيض) وهو لقب غريم الأتلتيكو التاريخي ريال مدريد. ويدخل الأتليتي بعد أن توّج بطلاً للدوري الأوروبي وحل وصيفاً في الدوري خلف برشلونة. التتويج الأوروبي عوّض الخروج من الدور الأول في «التشامبيونز ليغ» الموسم الماضي، كما خسر آخر نهائي أمام الريال في ملعب «سان سيرو» بركلات الترجيح في عام 2016. سعادة أتليتيكو في مدريد يمكن اختصارها بإقناع الفرنسي بطل العالم أنطوان غريزمان بالبقاء داخل أسوار النادي، حيث رفض الأخير النظر إلى اهتمام أندية عديدة بخدماته منها برشلونة، إضافة إلى المحافظة على يان أوبلاك ودييغو غودين. كما قام بتدعيم صفوفه بضم لاعبي الوسط جيلسون مارتنز ورودريغو والمدافع الكولومبي سانتياغو ارياس والمهاجم نيكولا كالينيتش، إضافةً إلى كسره الرقم القياسي للنادي في سوق الانتقلات بالتعاقد مع توماس ليمار مقابل 65 مليون يورو. تعاقدات ستشكل فرصة للمدرب دييغو سيميوني الذي فشل مرتين في تحقيق دوري الأبطال أمام الريال تحديداً، حيث أنها ستمنح خيارات إضافية في التشكيلة خصوصاً أنه عانى كثيراً من هذا الأمر في الموسم الماضي. ولعل الانتدابات الأخيرة قد تحرر سيميوني من فكره الدفاعي، حيث أن معظم اللاعبين الجدد يتحلون بنزعة هجومية. وما يزيد من الإثارة المحيطة بأتلتيكو، هو الاستمرار المتوقع للتفاهم المثمر بين دييغو كوستا وغريزمان الذي ظهر عقب عودة كوستا للفريق في يناير/ كانون الثاني.
«الملكي» مع مدربه الجديد في المباراة الرسمية الأولى يمكن أن يكون عنوان المباراة لمشجعي ريال مدريد، حيث أن الاختبار لجوليان لوبيتيغي لن يكون سهلاً. ولكن الحكم على المدرب الجديد من هذه المباراة قد لا يكون جائزاً. قام لوبيتيغي باستدعاء 29 لاعباً إلى هذه المباراة، من بينهم لوكا مودريتش الذي كان مصيره مع الفريق غير واضح لكن يبدو أن الأمور مستقرة ومودريتش باقٍ في «السنتياغو برنابيو». الجماهير تخشى أن يعيش الريال مع لوبيتيغي موسماً كارثياً، حيث أظهر قناعته بجميع الخيارات الحاضرة في الفريق حيث أنه أبدى وجهة نظره تجاه مايورال واعتبره خياراً مثالياً في بدلاء الفريق. ولم يتأثر خليفة زيدان برحيل رونالدو إذ لم يعلق على هذا الأمر ولم يعطه الكثير من وقته في حديثه إلى الإعلام. وإذا أخذنا كل خط في ريال مدريد على حدة فالفريق اليوم يملك واحداً من أفضل حراس العالم وهو تيبو كورتوا الذي انتقل في صفقة يقال بأن قيمتها بلغت 40 مليون يورو. مقارنة بخطي الدفاع والوسط في ريال مدريد مع أي فريق في أوروبا ستجعلنا نصل إلى خلاصة مفادها أن الريال لا زال يملك فريقاً من بين الأفضل في العالم وهو لا يحتاج إلى القيام بأي صفقات للموسم الحالي. أما في الهجوم فدائماً ما يكون هناك شك في ثبات مستوى الفرنسي كريم بنزيما، وإمكانية ابتعاد الويلزي غاريث بيل عن الإصابات. لوبيتيغي تسلم فريقاً جاهزاً وقوياً، وكل ما هو مطلوب منه هو فرض أسلوبه على اللاعبين وخلق التفاهم في ما بينهم.
تاريخياً يتفوق الريال في اللقاءات القارية على جاره اللدود لكن في مباراة كأس وهي مباراة واحدة أي شيء يمكن أن يحصل. المباراة تحمل طابعاً تحضيرياً للموسم الجديد، حيث قد يكون كلا المدربين في مرحلة اختبار للوافدين الجدد، وفي رحلة بحث عن أفكار جديدة يمكن تطبيقها واعتمادها في الأيام المقبلة من الموسم.