اتجهت الأنظار نحو ميلان الإيطالي بعد انتقال ملكيته إلى الصينيين قبل مدة. وبقدر ما كانت الخطوة كبيرة بطيّ صفحة رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلوسكوني التي امتدت لردح من الزمن، فإن الاهتمام كان كبيراً بما ستؤول إليه حال أحد أبرز الأندية الإيطالية وأعرقها على الإطلاق.
إذ ليس بخفيّ أن الخصم قبل المناصر يأمل عودة «الروسونيري» إلى موقعه الطبيعي في طليعة فرق الصدارة في إيطاليا، وحتى بطلاً ومستعيداً وجوده في دوري أبطال أوروبا التي يُعد أحد أساتذتها التاريخيين بصولاته وجولاته فيها بعد أن تقهقر محلياً وغاب أوروبياً حتى عن مسابقة «يوروبا ليغ» كما في الموسم الماضي، وبالكاد تأهل إليها في الموسم المقبل.
انطلاقاً من هذا المشهد، فإن كثيرين توقعوا مع وصول الأثرياء الصينيين أن يكون البذخ كبيراً في سوق الانتقالات الحالية بضم نجوم من العيار الثقيل كما كانت تحوي تشكيلة ميلان على الدوام سابقاً قبل أن يبدأ ببيعهم إزاء عثراته المالية. غير أن الواقع الحالي والمفاجأة أن أيّاً من الأسماء الكبيرة لم تحضر بعد إلى مقرّ النادي «ميلانيلو» رغم أن «الروسونيري» يعدّ الأكثر نشاطاً في سوق الانتقالات الحالية بتعاقده مع 7 لاعبين، أي نحو ثلثي فريق.

وزعت إدارة ميلان أموالها المرصودة للانتقالات
على أكثر من لاعب


فقد ضم النادي اللومباردي كلاً من المحليين أندريا كونتي (23 عاماً) من أتالانتا، وفابيو بوريني (26 عاماً) من سندرلاند الإنكليزي، والأرجنتيني ماتيو موساكيو (26 عاماً) من فياريال الإسباني، والسويسري ريكاردو رودريغيز (25 عاماً) من فولسبورغ الألماني، والعاجي فرانك كيسييه (20 عاماً) من أتالانتا، والتركي هاكان كالهانوغلو (23 عاماً) من باير ليفركوزن الألماني، والبرتغالي أندريه سيلفا (21 عاماً) من بورتو.
بطبيعة الحال، هذه الانتقالات قد لا ترقى إلى طموحات عشاق ميلان الذين يمنّون النفس برؤية «سوبر ستارز» في فريقهم على غرار الفرق الأوروبية الكبرى الأخرى، لكن ما يجدر قوله هنا أنه إزاء واقع ميلان، فإن سياسته في سوق الانتقالات تبدو صائبة وستعود بالفائدة.
الواضح أن إدارة النادي اللومباردي، وعن ذكاء، وزعت أموالها المرصودة للانتقالات على أكثر من لاعب، حيث كان أغلاهم سعراً سيلفا بـ 38 مليون يورو، وهو مبلغ عادي يدفعه فريق من الصف الثاني مقارنة بالأرقام الفلكية المتداولة حالياً، إذ إن «الروسونيري» حصل على العديد من اللاعبين في كل المراكز، والأهم أن أعمارهم تراوح بين 20 و26 عاماً، أي أنهم لاعبون للمستقبل ويسدّون الفراغ في الدفاع والوسط والهجوم، وهذه خطوة ذكية مقارنة في ما لو دُفعَت مبالغ طائلة مقابل نجمين أو بالكاد ثلاثة يكونون في سن أكبر، وقد لا يعودون بالفائدة المنشودة، إذ للإشارة تبدو تعاقدات ميلان مثمرة مع لاعبين موهوبين ونشيطين، كالظهير رودريغيز الذي كان مطلوباً في أكثر من فريق، ورُبط في أحد الأيام بالانتقال إلى ريال مدريد الإسباني، نظراً إلى تميّزه في الجهة اليسرى، فيما يبرع كالهانوغلو في وسط الملعب، ويتميز بتسديداته الصاروخية والحرّة التي نادراً ما تخطئ المرمى، كذلك يُعَد سيلفا من المواهب الهجومية القادمة بقوة إلى المنتخب البرتغالي والكرة الأوروبية.
فضلاً عن ذلك، فإن الخطوة الأكثر أهمية التي قامت بها إدارة ميلان تمثلت بالاحتفاظ بالحارس الشاب جيانلويجي دوناروما، أحد أفضل الحراس في العالم بسن 18 عاماً فقط، بعد أن كان انتقاله في حكم المؤكد، غير أن النادي اللومباردي نجح في إقناعه بالبقاء وتمديد عقده، وهذه خطوة ممتازة نظراً إلى أهمية وجود حارس مميز في أي فريق يطمح إلى النجاح.
هذا المشهد يقود إلى أن ما يصبو إليه ميلان في الموسم المقبل هو العودة قبل كل شيء إلى فرق الطليعة في الترتيب للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، ولمَ لا المنافسة على لقب «يوروبا ليغ» التي سيشارك فيها والتي لا تضم فرقاً كبرى. هذا ما يمكن قراءته في سياسة التعاقدات الحالية، وذلك تمهيداً للموسم التالي حيث سيتسابق النجوم لطرق باب ميلان قبل أن يسعى هو لضمهم.