كان واضحاً مدرب منتخب ألمانيا لكرة القدم يواكيم لوف عندما أعلن تشكيلته الأولية لمونديال 2010 الأسبوع الماضي، رافضاً التنازل عن بعض القناعات، لكنّ تألّق اللاعبين الشبان المتواصل وضعه في موقفٍ حرج
شربل كريّم
12 لاعباً تحت 23 عاماً و18 لاعباً لم يخوضوا أكثر من 10 مباريات دولية. هذا هو التبرير الذي أطلقه لوف أمام الصحافيين ليغطي تصريحه السابق الذي استبعد فيه منتخب بلاده من لائحة المنافسين الأقوياء لإحراز لقب كأس العالم في جنوب أفريقيا. كذلك أشارت هذه العبارة بوضوح إلى أن لوف لن يعتمد اعتماداً أساسياً على لاعبيه الصاعدين، وهو الذي صرّح بأنه سينتظر تطوّرهم في الأشهر القليلة المقبلة قبل إقراره بحجم المسؤولية التي سيلقيها على عاتقهم في العرس الكروي الصيف المقبل.
لوف «المتحجّر» في رأيه، الذي كان أول المدربين الذين يعلنون مرشحيهم للمونديال، كان واضحاً أيضاً أنه مقتنع بخياراته وليس مستعداً حتى لإجراء أي تعديل بسيط بحسب قوله «إلا إذا قدّم لاعب ما شيئاً يفوق الطبيعة في الفترة المقبلة».
ولوف الذي تجاهل الموهبة طوني كروس أخيراً والمميز توماس مولر الذي استبعد فجأة عن المباراة الودية أمام ساحل العاج، أصبح في وضعٍ حرج الآن، وخصوصاً أن اللاعبين الشبان، على رأسهم كروس ومولر، بدأوا يفرضون عليه إعادة دراسة خياراته، وذلك بفضل تألّقهم الاستثنائي في الدوري الألماني. كذلك يعمل آخرون على إحداث خرقٍ في تشكيلة لوف، تاركين لمستواهم الرائع مسألة فرض أسمائهم في التشكيلة، وعلى رأس هؤلاء مدافع بايرن ميونيخ اليافع هولغر بادشتوبر ومدافع بوروسيا دورتموند مات هاملس.
وكان كروس أول من أدخل الإحراج إلى نفس لوف في نهاية الأسبوع الماضي، عندما سجل هدفاً ومهّد اثنين في المباراة التي فاز فيها باير ليفركوزن على هوفنهايم
3-0، فرفع النجم الصغير المعار من بايرن ميونيخ رصيده إلى ثمانية أهداف، وهذا رقم مهم بالنسبة إلى لاعب وسط. وبعد اللقاء المذكور، خرجت الصحافة الألمانية مطالبة لوف بمكافأة كروس على تألّقه مع منتخب الشباب سابقاً، والآن مع ليفركوزن، حيث كان عنصراً أساسياً في نجاحاته هذا الموسم. لا بل ذهب البعض إلى رسم التشكيلة الأساسية للمنتخب في ظل وجود كروس، متوقعين أن يعتمد لوف استراتيجية قوامها 4 - 2 - 3 - 1 حيث يقوم الكابتن ميكايل بالاك وسيمون رولفس بحماية ظهر الوسط الخلاق الذي يقوده موهبة أخرى هو الجناح الأيسر مسعود أوزيل والجناح الأيمن باستيان شفاينشتايغر مقابل استقرار كروس خلف المهاجم الوحيد في خط المقدمة.
أما البعض فقد وضع مولر مكان كروس، وذلك بعد تسجيله نقطة إيجابية أخرى في إحصاءاته لهذا الموسم، عندما سجل هدفاً أمام فيردر بريمن، حيث كان شعلة نشاط في خط وسط بايرن ميونيخ. ولم يقلّ بادشتوبر عنه شأناً، وهو الذي يعدّ اكتشاف «البوندسليغه» هذا الموسم، كما هي حال هاملس الذي يتمتع بطولٍ ضروري للاعب في مركزه (1.91 م)، أضف أنه نشأ أيضاً على أسسٍ جيدة في أكاديمية بايرن قبل تحوّله إلى دورتموند.
هي أشهر قليلة ويكشف النقاب عن «مانشافت 2010» الذي يبدو متخماً بأصحاب الأعمار الصغيرة، حيث ستسقط نظرية أولئك الذين انتقدوه دائماً وقالوا منذ مونديال 1994 إن ألمانيا تقدّم دائماً «منتخب عجزة».