يتجوّل حسن (33 عاماً) في مشتل الغراس الاستوائية الخاص به. يتفقّد ثمار البابايا الناضجة، مستبشراً بحرارة شمس الربيع التي تداعب شتلاته الصغيرة، الغريبة عن المكان.يملك حسن علي محمد، خريج «كلية الإعلام» في جامعة دمشق، شغفاً عظيماً بالنباتات ذات الحجم الكبير، ويكنّ احتراماً خاصاً لهذا «العالم الدقيق المتوازن» كما يصفه، ما دفعه إلى التخلي عن مهنته ومهمته في الاستكشاف والتوثيق، والعودة إلى فطرته المحبة للنبات والزراعة. «أشعر بأنني نزلت في هذه البقعة الجغرافية من طريق الخطأ، لأن روحي تعيش هناك، في الغابات الاستوائية»، يقول حسن لـ«الأخبار».

في عام 2013، بدأ ابن مدينة طرطوس تجربة زراعة عدد كبير من الأنواع النباتية الاستوائية والمدارية، بإمكانات ووسائل ذاتية وبدائية، على أرض مساحتها 8 دونمات، وتبعد عن طرطوس 3 كيلومترات. يجزم حسن قاطعاً بأن والده المتوفى «ما كان ليقبل باقتلاع أشجار الليمون، مقابل مشروع كهذا أبداً».
بتوافر بعض العوامل المساعدة، كالموقع الجغرافي بتربته اللحقيّة النهرية، وحرارته الدافئة، وامتلاك الرغبة والإصرار، والقدرة على التواصل للحصول على المعلومة عبر الفضاء الإلكتروني، ينتج المشروع اليوم أكثر من 90 نوعاً من الفاكهة، منها البابايا، والأفوكادو، وفاكهة التنين، والشوكولا، والليتشي، وأصناف عدّة من الموز.
يحوي المشروع جناحاً خاصّاً بالزوار، لا سيّما الأطفال والطلّاب الراغبون بالتعرف إلى المشروع البيئي، ومشاهدة أصناف الفاكهة الاستوائية وتجريبها بـ«أسعار رمزية». يشعر حسن بأنه يقع في «فخ التسميات أحياناً». زوّار المكان يحبّون وصفه بالغابة ــ ربما لكثافة الأشجار غريبة المظهر حولهم ــ بينما اختار هو أن يطلق عليه اسم «المغارة الاستوائية»، نسبة لتكهف صخري صغير في ركن من البستان. وأياً تكن التسمية، فإن هذا المكان يتمتع بطبيعة خاصة مختلفة عن مزارع الخضار والفاكهة التي نألفها في منطقتنا المتوسطية.
نجح حسن بإثبات صفة «الاستوائية»، ليبقى أمامه النجاح بإعطاء جذور ثابتة لأشجاره حتى عام 2023، وهي المدة التي افترض الشاب أنها كفيلة بالحكم على حلمه بالنجاح أو الفشل.