كما كان مقرراً، نظّم الاتحاد الوطني لنقابة العمال والمستخدمين و«الحزب الشيوعي اللبناني» تظاهرة حاشدة، صباح اليوم، انطلقت من أمام مصرف لبنان باتّجاه ساحة رياض الصلح في بيروت، وسط حضور لافت وكثيف للقوى الأمنية وعناصر شرطة مكافحة الشغب. وخلال التحرّك الذي شارك فيه ممثّلو النقابات والاتحادات، ندّد المتظاهرون بسياسات الدولة المالية والاقتصادية، وأطلقوا شعارات من قبيل: «الأحزاب والسياسيون وجهان لعملة واحدة» و«لا للدولة الفاشلة». وفي حين طالب البعض بـ«محاكمة السلطة السياسية الفاسدة» وإعادة النظر بحكم الدولة «المنهوبة»، أكّد الأمين العام لـ«الحزب الشيوعي اللبناني»، حنّا غريب، أن «تظاهرة بيروت اليوم هي باب الدخول إلى حيث التغيير الأساسي في لبنان»، داعياً اللبنانيين إلى «الخروج من متاريس الطائفية والمذهبية إلى رحاب الوطنية» والنزول إلى الشارع في كافة المناطق في تحركاتٍ لاحقة. الحزب الذي طرح مبادرة التحرّك، أكّد في مقابل ذلك أنه لن يكون المحتكِر الأساسي للحراك، معتبراً أن هذه القضية تطال كل الفئات والمواطنين المتضرّرين والمنهَكين من الوضع الاقتصادي والسياسي الحالي في لبنان. وختم التحرّك النائب أسامة سعد، الذي اعتبر في كلمة ألقاها على هامش التظاهرة أن اللبنانيين يعانون «من نظام الزبائنية والمحاصصات الطائفية»، العاجز عن «مواجهة الأخطار المحدقة بلبنان وعن حل المشاكل الاقتصادية الناتجة عن نظام الاحتكارات والمضاربات».

غريب: إما أن ينهار الاقتصاد على رؤوسنا أو أن ينهار على رؤوسهم (من الويب)

في ما يلي أبرز ما جاء في كلمة حنا غريب:
(إلى السياسين) كفى استهتاراً وإذلالاً لكرامة اللبنانيين، ولن نخاف منكم وسنواجهكم ونحمّلكم تبعات الانهيار الذي وصلنا إليه.
هناك مساران لا ثالث بينهما، إمّا أن ينهار الاقتصاد على رؤوسنا أو أن ينهار على رؤوسهم، فتعالوا ندعه يسقط على رؤوسهم، على المسؤولين أن يدفعوا الثمن.
هذه التظاهرة هي باب الدخول إلى بناء حركة شعبية ديموقراطية اليوم أكثر من أي يوم مضى.
تعالوا نقول لهم بالفم الملآن، إن الدَّين العام سرقة موصوفة موجودة في جيابكم أيها التحالف السلطوي المالي.
ليس عدلاً أن يستمرّ الفقراء بدفع 70 في المئة من قيمة الدَّين العام وحيتان المال لا تدفع سوى 30 في المئة.
لن نستكين عند هذه الخطوة، بل هي خطوة أولى في سياق تحرّك متصاعد وتدريجي.
سنتّجه إلى مزيد من التصعيد، وصولاً إلى العصيان المدني، وليتحمّل المسؤولون مسؤوليتهم.
(إلى اللبنانيين) اخرجوا من متاريس الطائفية والمذهبية، واذهبوا إلى رحاب الوطنية وانزلوا إلى الشارع في كل المناطق.

(هيثم الموسوي)

أبرز ما جاء في كلمة أسامة سعد:
نعاني في لبنان من نظام الزبائنية والمحاصصات الطائفية، وهو نظام عاجز عن مواجهة الأخطار المُحدقة بلبنان وعن حلّ المشاكل الاقتصادية الناتجة عن نظام الاحتكارات والمضاربات.
الشهداء استشهدوا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية وإقامة سلطة وطنية فوق أرضهم، ولكن واقعنا يشير إلى أنّ سلطة المحاصصة المذهبية تمارِس القهر الاجتماعي الذي يطال غالبية الشعب، وهي عاجزة وفاشلة عن إدارة ملفات الدولة، بعد كل التضحيات التي قدّمها شعبنا.
هي سلطة أسقطت عن البلد حصانته الوطنية ووحدته الوطنية وأضعفت قدرة لبنان على مواجهة التحدّيات والمخاطر.