استغرب بعض متابعي الناشطة اليمنية، التي حازت جائزة نوبل للسلام عام 2011، التغيّر الجذري الذي طرأ على موقفها من السعودية. فبعد أن كانت كرمان تستخدم خطاباً لاذعاً في توصيف المملكة وسياساتها في اليمن، خفتت هذه الانتقادات فجأة، وصارت آراء كرمان منسجمة مع الموقف الرسمي السعودي، وصولاً الى تأييدها للحرب السعودية ضد بلادها.
وثائق الخارجية تفسّر جانباً من هذا التحوّل، اذ تعرض للقاءات بين الناشطة اليمنية والمندوب السعودي الدائم في الأمم المتحدة، جرت «بناءً على طلب كرمان»، وأبدت خلالها ترحيبها «بالتعاون» مع المملكة وأن تساهم في «فتح صفحة جديدة من العلاقات» بين شباب الثورة وحكومة الرياض. هنا مقتطفات من هذه الوثائق:
«التقيت بالناشطة اليمنية توكل كرمان بناءً على طلبها، وقد هنّأتها بحصولها على جانزة نوبل للسلام، وأكدت لها حرص المملكة على استقرار وتطور اليمن ورفاه شعبه… ولمّحت إلى محاولات إيران استغلال الأوضاع في اليمن وتقديم الدعم للحوثيين وغيرهم لزعزعة الاستقرار وبناء وجود لها في اليمن... كما تطرّقت (كرمان) الى أهمية دور المملكة بالنسبة لليمن، وأنها بصفتها من الشباب اليمني الذي قام بالثورة ترحّب بالتعاون مع المملكة في هذا الصدد» .
«إن شباب الثورة حريصون على فتح صفحة جديدة من العلاقات مع المملكة، وقد اقترح المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة على السيدة كرمان أن تتولى هي وزملاؤها من شباب الثورة التعبير عن الحرص على العلاقات مع المملكة، والتقدير لها ولقيادتها علناً، وإيقاف حملات الانتقاد والتحريض التي قام بها بعض الأطراف».