صنعاء | واصلت قوات صنعاء عملياتها ضد السفن التي تنتهك الحظر المفروض على التوجه إلى موانئ إسرائيل، في وقت حذّر فيه قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، حاملات الطائرات من الاقتراب من المياه اليمنية، بعد انسحاب الحاملة الأميركية «آيزنهاور»، التي قال إنها هربت من البحر الأحمر تحت الضربات اليمنية، مشيراً إلى عدد من الأسلحة الجديدة التي دخلت المعركة، ومنها زوارق «طوفان» المُسيّرة والصواريخ الفرط صوتية. وأكد الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، تنفيذ عمليتين عسكريتين جديدتين، إحداهما مشتركة مع المقاومة العراقية، ضد هدف حساس في مدينة حيفا المحتلة. وقال سريع إن «العملية الأولى بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق استهدفت بعدد من الصواريخ المجنحة هدفاً حيوياً في حيفا وحقّقت هدفها بنجاح، والعملية الثانية استهدفت سفينة سيجوي في البحر الأحمر لاختراق الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، ونُفّذت بشكل مشترك بين سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية والقوات البحرية، بزورق مسيّر وعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة، وأدت إلى إصابة السفينة إصابة مباشرة ودقيقة».وسبق أن أعلنت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، أمس، أن سفينة تجارية أبلغت عن إصابتها بمقذوف على بعد 84 ميلاً بحرياً غرب ميناء الحديدة المطلّ على البحر الأحمر، وأن السفينة المستهدفة كانت متّجهة إلى مدينة الدمام في شرق السعودية. وأوضحت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية، بدورها، أن الهجوم تمّ بزورق مفخّخ. وكانت قوات صنعاء أعلنت، مساء أول من أمس، عن نوع الصاروخ الذي استهدف السفينة الإسرائيلية «ساره في» في البحر العربي، الثلاثاء الماضي، وهو فرط صوتي محلي الصنع، يمتلك تكنولوجيا متقدّمة ودقة عالية في الإصابة، ويصل إلى مديات بعيدة. وأوضح «الإعلام الحربي اليمني»، الذي نشر مشاهد لإطلاق الصاروخ، أن الأخير يعمل بنظام تحكّم ذكي، وهو قادر على المناورة. وفي تعليقه على ذلك، أشار عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، عبد الله النعمي، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الإعلان عن القدرات الصاروخية الجديدة، ومنها صاروخ حاطم 2، الذي يعمل بالوقود الصلب، يأتي في إطار الانتقال إلى مرحلة تصنيع واستخدام صواريخ فرط صوتية، ويُعتبر تدشيناً للشوط قبل الأخير مع العدو الصهيوني». وجاء الإعلان عن الصاروخ في أعقاب اتهامات أميركية للصين وروسيا بتسريب تكنولوجيا هذا النوع من الصواريخ الحديثة إلى «أنصار الله».
صنعاء تواصل استهداف السفن وعملية مشتركة جديدة مع المقاومة العراقية


من جهته، حذّر الحوثي، حاملات الطائرات، من الاقتراب من المياه اليمنية. وقال في خطابه الأسبوعي أمس: «نقول من الآن، إن وصول أي حاملة طائرات جديدة سيجعلها هدفاً لقواتنا المسلحة بعد دخولها إلى البحر الأحمر. وإذا أرادت حاملة الطائرات الجديدة المغامرة والتورّط والدخول في المأزق الذي كانت فيه آيزنهاور، فلتأتِ والخسارة عليها. ستتعرّض للخطر وبإمكانات صاروخية متطوّرة لا يمكن تفاديها ومنعها». واعتبر أن «من التطورات المهمة مغادرة آيزنهاور المهزومة بعد أن تلّقت عدة ضربات بالصواريخ»، مؤكداً أن «آيزنهاور كانت تهرب أثناء استهدافها، في اتجاه شمال البحر الأحمر وإلى أبعد مسافة منه. وقبل المغادرة النهائية تمّ استهدافها وانعطفت بشكل كبير جداً لتتجه هاربة نحو قناة السويس».
وتحدّث الحوثي عن أهمية الأسلحة الجديدة التي دخلت أخيراً المعركة، قائلاً إن «زورق طوفان يمكنه أن يحمل قرابة 1.5 طن من المتفجّرات ويحدث انفجاراً كبيراً يلحق أضراراً بالغة بسفن الأعداء». وأشار إلى أن «هناك حالة من الخوف لدى العدو من زورق طوفان المُسيّر نتيجة قوته التدميرية»، مضيفاً أن هذا الطوفان «هو طوفان بالاسم والفعل، وأن من تأثيره على السفن التي يستهدفها دخول المياه إليها بشكل مباشر». وأشار إلى أنه «من العمليات المهمة هذا الأسبوع، القصف بصاروخ حاطم، وهو صاروخ مهم بالاسم والفعل (...) ودخوله على خط العمليات ستكون له تأثيراته الكبيرة».