غزة | شهدت خريطة الميدان، خلال اليومين الماضيين، جملة من المتغيّرات؛ ففي الوقت الذي تحدّث فيه شهود عيان عن بدء تراجع الآليات الإسرائيلية من المناطق الغربية في مدينة رفح، وتحديداً أحياء تل السلطان وبير كندا، توغّلت الآليات الإسرائيلية للمرة الخامسة في الأجزاء الشرقية الجنوبية من حي الزيتون جنوب مدينة غزة، فيما لم تتوقف الغارات عن استهداف الشقق السكنية والمنازل المأهولة في شمال القطاع وجنوبه. أما محور «نتساريم» الذي يفصل بين الشمال والجنوب، فقد شهد زخماً نارياً كبيراً، حيث تناوبت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة على إطلاق القذائف والصواريخ التكتيكية عليه، طوال ساعات نهارَي اليومين الماضيين.وفي مدينة رفح، أعلنت كل من «سرايا القدس» و«كتائب القسام» استهداف القوات المتوغّلة في محيط موقع كرم أبو سالم ومحور صوفا بوابل من قذائف «الهاون» الثقيل. كذلك، أعلنت «القسام» استهداف مقر القيادة والسيطرة في محور «نتساريم» بوابل من قذائف «الهاون» الثقيل، فيما أفادت «كتائب شهداء الأقصى» و«كتائب المجاهدين» و«ألوية الناصر صلاح الدين»، بقصف المحور ذاته بوابل من قذائف «الهاون». وفي جنوب حي الزيتون، حيث تتوغّل قوات العدو في محاولة لتقليص هامش الجغرافيا الذي يمكن أن تستخدمه المقاومة في استهداف «نتساريم»، أعلنت «كتائب القسام» استهداف القوات المتوغّلة بقذائف «الهاون». وجاءت رسالة تكثيف استهداف حاجز «نتساريم» في خضمّ التوغل الإسرائيلي في المنطقة التي من المفترض أن المقاومة تستخدمها في إطلاق رشقاتها الصاروخية والمدفعية تجاه الحاجز، وهي رسالة تؤكد من خلالها المقاومة تقويض الهدف التكتيكي وإفراغه من مضمونه قبل أن تأخذ العملية مداها الزمني.
لا تزال عمليات المقاومة تحرم جيش العدو من تثبيت أي قوات في رفح


أما في مدينة رفح، التي شارفت العملية البرية فيها على دخول يومها الأربعين، فلا تزال عمليات المقاومة تحرم جيش العدو من تثبيت أي قوات، إلا تلك التي تعسكر في محور «فيلادلفيا» المحاذي للحدود المصرية. ووفقاً لشهادات الأهالي، فقد شهد مخيم الشابورة الذي نفّذت فيه المقاومة كمينها النوعي، عمليات نسف واسعة للمنازل والحارات الضيقة، فيما أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، خلال اليومين الماضيين، عن عدد من المهام القتالية، التي تؤكد أن فكرة الوصول إلى مرحلة الموات الناري، بعيدة المنال.
وبالانتقال إلى شمال غزة، وتحديداً مخيم جباليا، شهد أمس إطلاق المقاومة رشقة صاروخية كبيرة، لأول مرة بعد نحو أسبوعين من إنهاء قوات العدو عملياتها الواسعة هناك. وأعلنت «سرايا القدس» أنها قصفت «مستوطنات أسدود وعسقلان ومفلسيم ونيرعام وسديروت» ومدناً في العمق الصهيوني، برشقات صاروخية كبيرة دعمها أهالي شمال القطاع بالتهليل والتكبير، فيما ردت مدفعية الاحتلال بقصف مركز استهدف أحياء قليبو وبيت حانون.