بعد 73 عاماً من نكبة الشعب الفلسطيني، باتت «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (الأونروا) جزءاً من الهوية الفلسطينية، والشاهد على واحد من أبرز وجوه الحق الفلسطيني، والمتمثّل في عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجّروا منها، علماً أن عدد هؤلاء يقارب 5.7 ملايين في مختلف دول العالم، من بينهم 1.4 مليون تحت رعاية «الأونروا» في 58 مخيّماً معترفاً به في غزة والضفة والقدس والدول العربية المحيطة. وعلى مدار العقود الماضية، أصبحت كلمات «أونروا» و«الوكالة» و«كرت التموين» و«المخيم» جزءاً من ثقافة الشعب الفلسطيني الذي بات يعتبر الوكالة كياناً يذكّره بالعودة إلى مدنه وقراه التي هُجّر منها عامَي 1948 و1967. ومن هنا، بات راسخاً لدى الفلسطينيين أن أيّ مشروعات تُطرح لإنهاء عمل «الأونروا» قبل حلّ القضية الفلسطينية، إنما تستهدف توطين اللاجئين في الدول التي يوجدون فيها، وهو ما تسعى إليه دولة الاحتلال للتخلّص من أهمّ ثوابت القضية الفلسطينية، والمتمثّل في حق العودة.وإلى أن تُحلّ القضية الفلسطينية وينتهي الاحتلال، يتوجّب على «الأونروا» تقديم برامج التعليم لأكثر من 540 ألف طالب في 710 مدارس في مختلف مناطق عملها الخمس في سوريا ولبنان والأردن وغزة والضفة والقدس الشرقية، مع الإشارة إلى أن هذا العدد يزداد سنوياً، إضافة إلى تقديم الخدمات الصحّية للاجئين في عياداتها ـــ التي تُسجِّل 9 ملايين زيارة إليها سنوياً ـــ وتقديم مساعدات غذائية ونقدية لحوالى مليون و700 ألف لاجئ، وتشغيل 30 ألف فلسطيني. ويُعدّ قطاع غزة أكبر تجمّع للاجئين الفلسطينيين، إذ إن حوالى 64% من مجمل سكّانه لاجئون. ويعيش في القطاع حوالى 1.9 مليون نسمة، منهم 1.4 مليون من فلسطين، يقطن 800 ألف من بينهم داخل المخيمات. وتصل نسبة الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين في مختلف مناطق وجودهم إلى 41%، لكنها في غزة فاقت 65% خلال عام 2021، مقارنة بما كانت عليه في عام 2017 (54.1%، مقابل 15.7% في الضفة). ويحتضن القطاع 8 مخيمات للاجئين، ويعمل في مرافق «الأونروا» القائمة فيه 13 ألف موظف، فيما ثمّة على أراضيه 275 مدرسة لأكثر من 272,000 طالب وطالبة، إضافة إلى 22 مركزاً صحياً، و16 مكتباً للإغاثة والخدمات الاجتماعية، و3 مكاتب للتمويل الصغير، و11 مركزاً لتوزيع المساعدات الغذائية لحوالى مليون مستفيد. أمّا في الضفة المحتلة، فهناك 19 مخيماً يتوزّع عليها 850 ألف لاجئ، و95 مدرسة ينتظم فيها 48 ألف طالب وطالبة، إضافة إلى 43 مركزاً صحياً.