كان لافتاً حديث المصادر العسكرية عن رفض استدعاء الاحتياط
المصادر نفسها أشارت إلى أن استقالة وزير الأمن أفيغدور ليبرمان «كشفت عورات المؤسسة السياسية»، إذ لم يعد لجلسات «المجلس الوزاري المصغر» أي قيمة فعلية جراء اللعبة بين السياسيين. وفي دفاع واضح عن الجيش وامتناعه عن خوض المعارك وتوسعتها، ذكرت المصادر أن «الجميع يدركون أن حماس هي أضعف أعداء إسرائيل، وأن هناك حلولاً أقل تكلفة من عملية عسكرية واسعة النطاق». وفي إشارة لافتة جداً، أكدت تلك المصادر رفض الدعوات التي طالبت باستدعاء الاحتياط خلال التصعيد الأخير، لأن «من المستحيل تجنيد الاحتياط، فذلك حدث ثلاث مرات في السنوات الخمس والنصف الماضية، وهذا أمر غير سوي بالمطلق»، وأضافت: «تمنع إدارة الأمور هكذا، إذ لدى استدعاء الاحتياط، فهذا يعني مباشرة الحرب، وهذه ليست لعبة بلاي ستايشن».
الخشية من العملية العسكرية، كما رفضتها المصادر الأمنية، أكدها وزير التعاون الإقليمي، عضو «الكابينت» تساحي هنغبي، الذي شدد على أن الخسائر من الحرب هي التي دفعت إلى قبول التهدئة. وقال هنغبي إن المواجهة التي يطلبها البعض قد تتسبّب في إطلاق مئات الصواريخ يومياً على تل أبيب، وشلّ مطار بن غوريون لأسابيع، و«إذا دخلنا إلى غزة، فسيُقتل منا على الأقل 500 جندي، نعود بجثثهم لاحقاً إلى إسرائيل».
وبينما عرض وزير التربية نفتالي بينت «اقتداره» و«أحقيته» في تولي وزارة الأمن بعد استقالة ليبرمان، على خلفية الفشل في غزة، أكد خلال عرضه، ومحاولة تحسين أوراق ترشيحه لتولي المنصب، جملة من الحقائق المرتبطة بخيارات المواجهة مع القطاع، وكذلك في الساحة الشمالية في سوريا ولبنان، مع التشديد كما ورد في ديباجته على ضيق وتقلص خيارات إسرائيل العملية. يَرِد في حديث بينت تشخيص التهديد، وهو بمعظمه توصيف للواقع الذي تراه تل أبيب. أما معالجته عبر توزيره لـ«الأمن»، كما يطلب، فمسألة تدخل في أقل تقدير في دائرة الشك، مع التشديد على أن السياسات الأمنية والخيارات العسكرية والأمنية تحددها المؤسسة الأمنية نفسها التي هي أكبر من إمكانات وزير، خاصة إن لم يكن صاحب تجربة وخبرة ومكانة عسكرية أو أمنية، كما حال بينت، وإن كان يدّعيها.
بينت قال إن إسرائيل تمر في مرحلة أمنية هي الأكثر تعقيداً وخطورة منذ وجودها، فـ«الأخطبوط الإيراني يرسل سلسلة من الأذرع المعادية الوحشية لتطويقنا: من الشمال حزب الله، وفي سوريا قوات إيرانية، وعلى حدود غزة حماس التي تزداد تمركزاً وتعاظماً». وأضاف: «منذ عشرات السنين منظوماتنا دخلت في جمود وامتناع عن الالتحام مع العدو. نظرية الفصل والابتعاد عن التماس مع العدو يراها عدونا خشية لدينا من القتال. حزب الله تحول من منظمة صغيرة إلى جيش كبير مسلح بـ 130 ألف صاروخ، أما حماس فباتت أكثر وقاحة، لأنها تؤمن بأننا نخشى المواجهة؛ الردع الإسرائيلي تآكل».