أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، استقالته من منصبه كوزيرٍ للأمن الإسرائيلي، على أن تدخل استقالته حيّز التنفيذ بعد 48 ساعة من لحظة تقديمها. وقال في مؤتمر صحافي عقده قبل قليل، بعد نهاية اجتماع حزبه «إسرائيل بيتنا»، إن اتفاق وقف إطلاق النار والتهدئة «هو عبارة عن خضوع واستسلام للإرهاب».
تأتي هذه الاستقالة بعد ثلاثة أيام من العملية «النوعية» التي نفذّتها قوّات إسرائيلية خاصة على حدود غزّة وأحبطتها المقاومة، وأدت إلى استشهاد سبعة مقاومين فلسطينيين، ومقتل ضابط إسرائيلي برتبة مقدم وجرح آخر. كما تأتي بعد يومين من ردّ المقاومة على تلك العملية بإطلاق أكثر من 400 صاروخ على المستوطنات الإسرائيلية.
ومنذ صباح اليوم، سادت حالة من الترقّب بين الأوساط السياسية في تل أبيب؛ إذ كان من المتوقع، بحسب وسائل الإعلام العبرية، أن يعلن ليبرمان استقالته رسمياً من منصبه؛ حيث أكد مقربون منه، في وقت سابق من اليوم، عزمه تقديم الاستقالة احتجاجاً على موافقة المجلس الوزراي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) على التهدئة مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
استقالة ليبرمان قد تؤدّي إلى تفكّك الائتلاف الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وبالتالي الذهاب إلى خيار الانتخابات المبكرة، أو أن يتسلم نتنياهو بنفسه وزارة الأمن وينقذ حكومته.
وأتت خطوة ليبرمان في أعقاب إعلان ديوان نتنياهو، أمس، أنّ «التوصل إلى اتفاق للتهدئة مع الفصائل الفلسطينية في غزة جرى بموافقة وإجماع أعضاء الكابينيت»، الأمر الذي احتج عليه ديوان ليبرمان، متهماً الديوان الأول بـ«الكذب» لأن «وزير الأمن عبّر عن معارضته للتهدئة».
وضمن الإطار، قال مقرّبون من وزير الأمن إنّه «قرر الاستقالة من منصبه بسبب بيان مكتب نتنياهو». وأكدوا أنه «انتظر فوز موشي ليون (المقرب من ليبرمان) برئاسة بلدية القدس (الدورة الثانية)، واتّخذ قراره بالاستقالة من الحكومة التي دخل إليها عام 2016».
ووفقاً لموقع «واللا»، فإنّ الجلسة الخاصة لحزب «إسرائيل بيتينا»، عٌقدت على وقع الخلافات حول السياسة التي تنتهجها الحكومة تجاه قطاع غزة. وقد نقل الموقع عن وزير في الحكومة قوله إن «ليبرمان فشل في مهمّته، وبالتالي عليه أن يختار بين نهاية حياته السياسية إذا بقي في المنصب، أو احتمال إنقاذها وهو ضئيل جداً».
يُشار إلى أن ليبرمان الذي وعد بأنه لن «يُبقي إسماعيل هنية (رئيس حركة حماس) على قيد الحياة» بمجرد تسلّمه منصب وزير أمن إسرائيل، بات اليوم محطّ انتقادات واسعة لا سيما من قبل جمهور المستوطنين في مستوطنات غلاف غزة؛ إذ يعتبرون أنه لم يُحدِث أيّ تغيّر إيجابي منذ تسلمه المنصب.

أبرز ما قاله ليبرمان في المؤتمر الصحافي:
من غير المعقول أن نشتري الهدوء على المدى القصير على حساب الأمن القومي على المدى الطويل.
مخجل نقل 15 مليون دولار مقابل شراء الصمت.
الرد على إطلاق 500 صاروخ لم يكن كافياً، وكانت استجابة ضعيفة... لا يمكن قبول ذلك بسبب بعض الذرائع في الشمال وغيره.
كان علينا إغلاق قضية غزة أولاً، ومن ثم التفرّغ للجبهات الأخرى.
لا أستطيع أن أنظر في عيون سكّان الجنوب (المستوطنون)، وعائلات الجنود المفقودين وأنا وزير أمن عاجز.
فضّلت المبادئ على الكرسي.
نريد انتخابات مبكرة في أقرب وقت.
لا يمكن منع عمل هجومي في غزّة، ثم تأتي وتسألني (موجهاً حديثه إلى من انتقد سياسته): لماذا يبقى هنية على قيد الحياة؟
الخطّ الذي اعتمدناه خلال الأشهر الماضية خاطئ.

أمّا مواقف فصائل المقاومة:
القيادي في حركة «حماس» سامي أبو زهري: استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وهو انتصار سياسي لغزة التي نجحت بصمودها في إحداث هزّة سياسية في ساحة الاحتلال.
الناطق الإعلامي لـ«لجان المقاومة الشعبية» أبو مجاهد: استقالة ليبرمان، انتصار نوعيّ للمقاومة بعد الفشل الأمني والعسكري في غزة.
المتحدث باسم «سرايا القدس» أبو حمزة:
شعبنا سيظلّ دائماً على موعد مع الانتصار، وحماة العرين لن يسمحوا للعدوّ الصهيوني بالاستقرار.
قَدرُ المقاومة الانتصار والتطور، وقدر العدوّ الفشل والتراجع، واستقالة ليبرمان عبرة لمن أراد أن يختبر المقاومة في غزة.
المقاومة لم تكتف بردع العدو عسكرياً، بل أربكت حساباته السياسية... وانظروا إلى المجزرة السياسية بين قادة الاحتلال التي أساسها العجز في مواجهة غزة.