بعد غياب عن الساحة الإعلامية، عاد قائد حركة «حماس» في قطاع غزة، يحيى السنوار، بحديث مطوّل وشديد اللهجة يرجع بذاكرة سامعيه إلى تصريحاته وخطاباته «الحماسية» العام الماضي في لقاءاته مع الكتّاب والإعلاميين أو الشباب. اجتمع السنوار مساء أول من أمس مع عدد من الكتّاب في غزة لمدة تزيد على خمس ساعات، أظهر خلالها حرص حركته على «التخفيف عن الناس» في ظل الحالة المعيشية الصعبة، والسعي إلى «تعزيز صمود الحاضنة الشعبية». تشبّع حديث السنوار، الذي تناول ملف التهدئة للمرة الأولى بهذا الوضوح، بتعاظم قدرات «حماس» العسكرية، واستمرار المقاومة الفلسطينية، قائلاً: «إذا أجبرنا على تسليم صواريخنا سنسلمها في غوش دان فوق رؤوسهم (إسرائيل)، وسنجعل صفارات الإنذار تدوي وسط تل أبيب ستة أشهر متواصلة». كما أكد أنه في حال «دفعونا إلى الحرب، فقوتنا أصبحت عشرات أضعاف عام 2014، وما قصفناه من الصواريخ في 51 يوماً في حرب 2014 سنقصفه في خمس دقائق». لكنه في محاولة لطمأنة الشارع الغزي، قال إنه «خلال أسبوعين سيتضح مستقبل التهدئة، وفي منتصف تشرين الأول/ أكتوبر المقبل سيشعر المواطن في غزة بالتغيير الإيجابي في حال نجحت جهود القاهرة»، كما أشار إلى ملف الأسرى الذي أكد أنه «منفصل»، الأمر الذي «يفرض تحدياً جديداً».
قرارنا مدعوم من الفصائل وعلاقتنا بـ«حزب الله» وإيران ممتازة

أما في ملف المصالحة، فاعترف السنوار أن جزءاً من أسباب عرقلتها مرتبط بـ«حماس» نفسها، إذ قال: «جزء مرتبط بنا، وبصلابة العقول لدينا». أيضاً لم يعفِ نفسه و«حماس» من المسؤولية عن الأوضاع التي تعيشها غزة، على رغم إشارته إلى استمرار الحصار وتشديده إسرائيلياً. كما أقر بأن تجربتهم في الحكم لم تكن كما المطلوب منهم كحركة إسلامية. لكنه شدد على أننا «نعمل بكل جهد وقوة مع الأطراف الإقليمية والدولية لإنهاء أزمة موظفي الأونروا وخدماتها، وحل أزمة موظّفي حكومة غزة، ونعمل على توفير خمسين ألف وظيفة للخريجين والمتعطلين من العمل».
بالعودة إلى المصالحة، وصف رد حركة «فتح» (المسلم أخيراً لمصر) بأنه «أسوأ من السابق»، في إشارة إلى الرد الفتحاوي على التصور المصري قبل شهر. وتوجه قائد «حماس» إلى رام الله قائلاً: «أي إجراءات عقابية (جديدة) تفرضها السلطة على غزة ستكون كسراً لقواعد اللعبة، وسنرد عليها بما يناسب». كما اتهم «جهة» في الاستخبارات الفلسطينية بالضلوع في محاولة تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله، وقائد الأجهزة الأمنية في غزة، اللواء توفيق أبو نعيم، ومحاولة أخرى بحقه تم إحباطها.
مع ذلك، أكد أنه في حال رفع العقوبات، وتمكين حكومة «وحدة وطنية»، إضافة إلى انتخاب «مجلس وطني توحيدي يفرز لجنة تنفيذية»، ستكون «حماس» جاهزة لوضع مقدرات المقاومة تحت إمرة هذه الحكومة. 300 دقيقة أعطى خلالها السنوار صورة عن أبرز مواقف حركته بما فيها علاقتها بالفصائل الأخرى والقوى في المنطقة، مؤكداً أن قرار حركته مدّعم من «الجهاد الإسلامي» والجبهتين «الشعبية» و«الديموقراطية»، ومشدداً على أن العلاقة بـ«حزب الله» وإيران «ممتازة، والتنسيق دائم».
إلى ذلك، نقل موقع «كان» العبري أن «المجلس الوزاري المصغر» (الكابينت) سوف يجتمع بعد غد (الأحد) لـ«مناقشة آخر التقارير الواردة من مصر حول موضوع التهدئة».