على خلفية الاستدعاءات التي تلقاها السفراء الإسرائيليون في العواصم الاوروبية الكبرى، في إعقاب إعلان طرح عطاءات لبناء 1400 وحدة استيطانية خارج الخط الاخضر، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدول الاوروبية إلى التوقف عن نهج النفاق الذي تنتهجه مع قضية البناء في المستوطنات.
وأشار نتنياهو إلى أن «الموقف الاوروبي يفتقر إلى التوازن، ما يبعد السلام». ووجه نتنياهو سؤالاً إلى الدول الاوروبية عن المرة الأخيرة التي استدعت فيها هذه الدول ممثلي السلطة الفلسطينية لديها لتطرح عليهم خطورة الممارسات التحريضية الفلسطينية الداعية إلى القضاء على إسرائيل، او الاحتجاج على مشاركة ضباط من السلطة في عمليات ارهابية ضدنا. وأوضح رئيس الحكومة أن «الاوروبيين منافقون»؛ لكونهم يدينون البناء في المستوطنات، وليس العمليات الارهابية التي ينفذها الفلسطينيون، معتبراً أن الكلام على أن «المستوطنات تشكل عقبة امام اتفاق السلام، كلام سخيف»، مدعياًَ أن عدداً من المنازل لن يغير الخريطة. واكد نتنياهو أن إعلان البناء في المستوطنات لا يشكل خرقاً للالتزامات التي تعهدتها إسرائيل مع بداية المفاوضات، وأن هذا الامر كان واضحاً مسبقاً لكل من الأميركيين والفلسطينيين، ولم يطرح هذا الموضوع على الورق، وموقفنا في هذه القضية كان واضحاً». ورداً على خطوة استدعاء السفراء الإسرائيليين في كل من لندن وباريس وروما ومدريد، أمر وزير الخارجية الإسرائيلية افيغدور ليبرمان باستدعاء سفراء هذه الدول في إسرائيل، للايضاح لهم أن حكوماتهم تتخذ مواقف أحادية الجانب تجاه إسرائيل. وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت» قد ذكرت أنه سيُوضَّح للسفراء أن مواقف حكوماتهم غير مقبولة وتثير الاحساس بأنها تفتش عن اتهامات لإسرائيل، مشيرةً إلى أن ليبرمان طلب الايضاح للسفراء، أن إسرائيل تقوم بجهود كبيرة لمواصلة الحوار مع الفلسطينيين وأن مواقف تلك الدول عدا عن كونها منحازة وغير متوازنة، فهي تتجاهل الواقع الميداني وتمسّ بفرصة التوصل إلى تسوية بين الطرفين. وكان دبلوماسي اوروبي قد أوضح أن الاوروبيين أعربوا خلال جلسات الاستدعاء للسفراء الإسرائيليين عن قلقهم العميق من تداعيات نشر مناقصات جديدة على عملية السلام، والتأكيد أن هذه الخطوات من شأنها أن تكون مدمرة لعملية السلام وتمس بمحاولات خلق اجواء ايجابية للمفاوضات. هذا وكرر الاتحاد الاوروبي دعمه الكبير لمبادرة السلام التي طرحها وزير الخارجية الأميركية جون كيري ومعارضته بشدة أوامر البناء الجديدة، كذلك اقتراحه بشأن رزمة الحوافز، التي طرحها قبل نحو شهر التي لم يتلق الاتحاد جواباً عليها من إسرائيل، حتى الآن، وهي رزمة مشروطة بالتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. إلى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أنها «استقبلت» السفير الإسرائيلي في باريس «لتذكيره بتمسك فرنسا» بعملية السلام في الشرق الاوسط، من دون استخدام مصطلح «استدعاء» في ما يبدو أنه رغبة في التهدئة اثر الاحتجاجات الإسرائيلية التي اعقبت تنديد فرنسا بإعلان اسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة.