أثار نشر فضائية «الجزيرة» القطرية صوراً مسرَّبة من سجن المخابرات الحربية في القاهرة، لعضوين من «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ«حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس»، ياسر زنون وعبد الدايم أبو لبدة، غضباً كبيراً لدى أوساط فلسطينية عدة، علماً بأن الاثنين هما من أصل أربعة قساميين اختُطفوا العام الماضي في سيناء بعد خروجهم من معبر رفح البري.
«حماس» سرّبت الصور إلى «الجزيرة» لإثارة القضية والضغط على القاهرة
الصورة المسرَّبة، كما تقول مصادر قريبة من الحركة في حديث إلى «الأخبار»، قديمة وعمرها ستة أشهر، وكانت «حماس» قد حصلت عليها من مصادر في القاهرة. أُرسلت الصورة إلى أهل الشابين لطمأنتهم إلى أن المختطفين الأربعة موجودون في السجون المصرية، ولا علاقة لإسرائيل باختفائهم. من ثم حصلت الفضائية القطرية، على الصورة من «الحركة».
تقول المصادر نفسها عن توقيت النشر، إن «حماس أرادت إعادة تحريك ملف الشبان وتوجيه رسالة إلى القاهرة تؤكد أن حياتهم غالية، وأن سياسة التسويف وتقطيع الوقت لم تعد مجدية، خصوصاً بعد مرور أكثر من عام على اختطاف الشبان وعدم الكشف عن مصيرهم».
وكانت «حماس» قد أعلنت أنها تواصلت مع القاهرة بعد اختفاء الشبان لمعرفة مصيرهم، فوعدت الحكومة المصرية بمساعدتها في حال تسلمها مطلوبين متوارين عن الأنظار في غزة. طلبت الحركة أسماء المطلوبين لمصر، للبحث عنهم ولتسليمهم للقاهرة، فتبين أن الأسماء التي طلبت مصر إلقاء القبض عليهم هم مسؤولو ألوية وقيادات في «كتائب القسام»، تتهمهم القاهرة بأحداث أمنية على أراضيها.
أعلنت «حماس» استحالة تسليمهم، خصوصاً أن من «المطلوبين» لمصر مقاومين مطلوبين للعدو الإسرائيلي أيضاً. وبعد الرفض الحمساوي، انقطع التواصل بين الطرفين لمدة قبل أن ترسل القاهرة إشارات إيجابية إلى الحركة مفادها أنه إذا تعاونت معها للحفاظ على الأمن على الحدود مع غزة، وتواصلت مع العشائر في سيناء لمواجهة تنظيم «داعش» هناك، فإن القاهرة ستسهّل حياة الغزيين.
بعد تنفيذ «حماس» الجزء المتعلق بها، ومنعها دخول أو خروج السلفيين المتشددين من غزة، لم يتغير التعاطي المصري معها وبقي المعبر مغلقاً، كذلك لم تُسهم مصر في كشف مصير المختطَفين.
وحالياً تشهد العلاقة بين الطرفين توتراً كبيراً، خاصة بعد ما نسب إلى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عقب الغارات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، وقال فيها إن الاعتداءات الإسرائيلية ليست عملاً إرهابياً بسبب عدم وجود تعريف دولي لمصطلح الإرهاب، من ثم تبع ذلك بيومين تصريح متأخر من الجامعة العربية تستنكر فيه التصعيد على غزة لاستدراك المواقف، خاصة أن «حماس» بدأت التصعيد ضد القاهرة عبر «الجزيرة»، فيما تختتم المصادر بأن الهدف من تسريب الصورة إلى «الجزيرة» هو الضغط على المصريين ولإحراج القاهرة أمام الرأي العام.
(الأخبار)