الحقائق التي تظهرها الأبحاث والتقارير واستطلاعات الرأي المنشورة في إسرائيل عن «الشريحة الأكبر» (اليهود الروس)، مخالفة تماماً للانطباعات السائدة خارج إسرائيل وداخلها أيضاً. فهذه الشريحة تعاني من التمييز والعنصرية، ومن الدخل المنخفض، مع ثقافة ولغة وأسلوب ومستوى معيشي وتطلعات مستقبلية، مغايرة للإسرائيليين. تعدادهم السكاني أقل مما يعتقد، وتأثيرهم السياسي يتراجع، والهجرة المعاكسة التي وصلت إلى حد خطير، باتت هدفاً تسعى إليه الفئة العمرية الشابة داخل هذه الشريحة. فقد بيّنت المعطيات والدراسات أن اليهود الروس سيختفون من إسرائيل، في خلال عقدين من الزمن فقط!منذ ٢٥ عاماً، استجلبت إسرائيل أكثر من مليون مهاجر جديد من دول الاتحاد السوفياتي السابق، أغلبهم يهوداً اعتُرف بيهوديتهم من قبل الحاخامية اليهودية الإسرائيلية (على أساس أن أمهم يهودية)، فيما الأقلية مختلف حول يهوديتها (على أساس يهودية الأب)، مع وجود عدد قليل من المسيحيين، استطاعوا الوصول إلى إسرائيل بموجب قانون الهجرة، الذي يسمح لكل شخص من أب أو أم أو جد أو جدة من اليهود، بالهجرة إليها.
مليون مهاجر توفي منهم خلال ربع قرن ما يقارب ١٣٠ ألفاً، وولد لهم، بحسب نسبة التزايد السكاني الطبيعي المعتمدة لدى المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء نحو ٤٥٠ ألفاً، ما يعني أنّ من المفترض أن يكون في إسرائيل حالياً مليون و٣٠٠ ألف يهودي روسي. لكن التقديرات المعتمدة من مراكز الأبحاث تشير إلى وجود ٧٠٠ ألف فقط. والسبب، بحسب المعطيات نفسها، هو الهجرة المعاكسة إلى أميركا وكندا وأوروبا والعودة إلى «دول المنشأ». وما يثير القلق لدى الجهات الرسمية في تل أبيب، أن العدد الأكبر من المهاجرين عكسياً، هم من الفئة العمرية الشابة، التي قررت الرحيل نهائياً.
حذرت الدراسات من اختفاء «الروس» في عشرين سنة

والهجرة المعاكسة لليهود الروس، كانت محطّ اهتمام الإعلام العبري في الأشهر الأخيرة، إذ خلصت التحقيقات إلى وجود خطر حقيقي على وجود هذه الشريحة، ما حذاها إلى تحذير الحكومة من تبعات إغفال هذه الظاهرة وضرورة العمل على إيجاد حلول لها.
وفي هذا الإطار، بثت القناة العبرية الثانية، في آذار الماضي، تقريراً طويلاً عن هجرة الشباب الروس نهائياً من إسرائيل، تضمن معطيات وأرقام توجب القلق لدى صانع القرار في تل أبيب، خصوصاً بعد المقابلات وتصريحات المهاجرين التي حصل عليها معدو التقرير بعدما تبعوهم إلى أوطانهم الجديدة.
أمّا أسباب الهجرة فهي متعددة. أولها: الاقتصادية، وثانيها: الأمنية، وثالثها: الفشل في الانصهار داخل إسرائيل. وقد شددت القناة على أن المعطيات تؤكد أن واحداً من كل خمسة مهاجرين من روسيا باتوا حالياً خارج إسرائيل، و«عدوى» الهجرة تنتشر سريعاً لدى الشباب، لافتةً إلى أن هذه النسبة تقريبية، خصوصاً أن الهجرة المعاكسة من المسائل التي يصعب تقديرها بشكل دقيق.
وأشار التقرير إلى أن تاركي إسرائيل من الروس، هم أنفسهم الذين روّجت الرواية الرسمية أنهم اندمجوا في «بوتقة الصهر» إلى جانب اليهود الإسرائيليين الآخرين، وهو ما تبين نقيضه. وتراوح أعمار هؤلاء بين ٢٦ و٤٠ عاماً، وجاؤوا إلى إسرائيل صغاراً، وعاشوا حياتهم فيها، وأدوا الخدمة العسكرية الإلزامية، وتخرجوا في الجامعات، ومن بينهم أطباء ومهندسون وحرفيون، وعدد منهم عمل في قطاع التكنولوجيا.
ووفق الشهادات التي أدلوا بها من أوطانهم الجديدة، فإن سبب الهجرة هو نفسه الذي دفع أهلهم للهجرة إليها: الوضع الاقتصادي الصعب، بالإضافة إلى التمييز بينهم وبين الإسرائيليين الآخرين. إذ بالمقارنة مع زملائهم في المهنة نفسها، يوجد فرق هائل في العائد المالي والمكانة الاجتماعية، وبالكاد يستطيع صاحب المهنة المحترمة من الروس، الوصول إلى تصنيف ضمن الطبقة الوسطى.
الباحث في شؤون الهجرة في معهد «مايرس جوينت بروكديل» للأبحاث الاجتماعية في القدس المحتلة، ميخائيل فيليبوف، أكد في مقابلة مع موقع «اميتي» العبري، المتخصص بالشؤون الاقتصادية، في آذار الماضي أن «الهجرة من إسرائيل باتت القاعدة لدى اليهود الروس».
ويلفت فيليبوف، الذي هو أيضاً مهاجر روسي وصل إلى إسرائيل في التسعينيات، إلى ضرورة عدم طرح السؤال بصيغة «لماذا يهاجرون؟»، بل بصيغة «من يهاجر؟»، وذلك «لأنهم الفئة العمرية الشابة التي تتمتع بتعليم جيد وتُعَدّ ناجحة في عملها، والمهاجرون شباب أكاديميون وحرفيون ويعملون في قطاع التكنولوجيا المتطورة، والخارج يوفّر لهم ما لا يمكن لهم توفيره في الداخل».
وبالعودة إلى تقرير القناة العبرية الثانية، لفتت أنستازيا شنوبيتش، التي هاجرت مع زوجها إلى كندا قبل عام، إلى أنها كانت تعاني شعوراً غريباً في إسرائيل. وأضافت: «درست العلوم الاجتماعية هناك (إسرائيل)، لكني أجزم بأنني ما كنت لأنجح كعاملة اجتماعية، أمّا هنا في كندا، فكل شيء مختلف». وتتابع حديثها لمعد التقرير، قائلةً إنها كانت تتعرض «طوال الوقت في إسرائيل للاستهزاء لكوني روسية، وكنت أشعر بأنني مواطنة من الدرجة الثانية. غادرنا تلك البلاد مع شعور سيئ، إذ لا مستقبل لي هناك، ويكفي أنه في كندا لا أحد يستهزئ بك. لن أعود إلى إسرائيل مهما كانت الأسباب، وحتى لو ضاقت بي السبل وأوشك العالم على الانتهاء».
1% فقط من «الروس» في عديد وزارة الأمن الإسرائيلية

القناة العاشرة العبرية تناولت أيضاً في ثلاث حلقات في نيسان الماضي ظاهرة الهجرة المعاكسة لليهود الروس، أظهرت فيها فشل «بوتقة الصهر الإسرائيلية».
وفي حلقتها الثالثة أشارت القناة إلى عينة مختارة لأحد الأماكن التي يقصدها اليهود الروس في كندا، وهي مدينة هاليفاكس، التي وصفها معدّ التقرير بأنها باتت «مستوطنة يهودية»، كاشفاً عن أن ٤٠٠ عائلة هاجرت إليها في الفترة الأخيرة.
وسألت القناة المهاجرين عن دافعهم للهجرة، ورداً على السؤال، أجابت إحدى المهاجرات: «وصلت إلى إسرائيل من روسيا مع عائلتي، وكان عمري حينها ست سنوات. كان الإسرائيليون يشعرونني بأنني مختلفة عنهم، وكانوا يسمعوني كلاماً جارحاً ويطالبونني بالعودة إلى روسيا، مع أنني يهودية مثلي مثلهم». وأضافت المواطنة الكندية الجديدة: «دائماً كنت الروسية لا الإسرائيلية، والطالبة الروسية، وحتى في العمل، كنت المدرّسة الروسية».
وتعرض الأرقام التالية صورة شبه شاملة للوضع الاجتماعي – الاقتصادي لليهود الروس. الفئة العاملة من هذه الشريحة السكانية مرتفعة قياساً بالشرائح السكانية الأخرى في إسرائيل: متوسط سنّ العمل يراوح بين ١٥ و٦٥، ومن بين اليهود الروس ١٥ ألفاً من العلماء، و١٠٠ ألف مهندس، و٥٠ ألف في المهن الطبية (من بينهم ١٥ ألف طبيب)، و٤٥ ألف مدرس، و١٨٢ ألف من المهنيين.
وبحسب المركز الوطني للإحصاء (المعطيات الرسمية)، الذي درس حالة ٤٠١,٥٠٠ ألف من المهاجرين الروس، فإن ٢٥٢,٩٠٠ (٦٢٪) أنهوا على الأقل ١٣ عاماً تعليمياً، ونصفهم أكمل أكثر من ١٦ عاماً تعليمياً.
وفي هذا الصدد، يمكن العودة إلى كتاب «أنتم ونحن... الحياة الروسية في إسرائيل» لمؤلفته الينا غومل (صادر في تل أبيب عام ٢٠٠٦ باللغة الإنكليزية)، للاستدلال أنه رغم مرور عشر سنوات على صدوره، فإن ما أشارت إليه غومل عن كون التحصيل العلمي للروس لا يشفع لهم في سوق العمل، ما زال مستمراً حتى اليوم. إذ يجد المهاجرون من دول الاتحاد السوفياتي السابق، وما يعرف اصطلاحاً بالروس، صعوبة في العثور على وظائف مناسبة لتعليمهم.
وتؤكد المعطيات المنشورة في الكتاب أنه وُظِّف أقل من ٤٠٪ من مجمل الأكاديميين الروس المهاجرين، في وظائف تتطلب تعليماً عالياً، أمّا الباقي فعمل في الخدمات والأعمال المستقلة. أمّا الفئة الأكثر تضرراً، فهي الفئة التي تملك درجات علمية متقدمة (١٣ – ١٥ عاماً تعليمياً)، أي ما يعادل درجة الماجستير وما فوق.
ورغم أنه جرى استيعاب ٥٠٪ من الأطباء المتخصصين ومبرمجي الكمبيوتر في وظائف تتناسب مع مستواهم التعليمي، فإن متوسط دخل الأسرة الروسية وصل في المعدل إلى ٧٣٪ من متوسط دخل الأسرة الإسرائيلية، و٨٠٪ يستحصلون على نصف متوسط الدخل الإسرائيلي. كذلك تشير غومل إلى معطى لافت جداً واستثنائي، إذ انضم عدد قليل جداً إلى القطاعات الأمنية، فـ ٣.٧% من عديد الشرطة الإسرائيلية هم من اليهود الروس، و١.١% فقط من عديد وزارة الأمن والأجهزة الأمنية الأخرى، هم من الروس.
المعطيات المذكورة آنفاً لا تتعمد بالضرورة الإشارة إلى أن اليهود الروس ليسوا إسرائيليين، أو أنهم لا يشعرون بالانتماء الى «الدولة الاسرائيلية»، كذلك لا تعني بأي شكل من الأشكال أنهم استفاقوا واكتشفوا جريمة الصهيونية بحق الفلسطينيين. الهدف من إظهارها هو فقط لتصويب اعتقادات خاطئة حول الهوية الجمعية لهذه الشريحة التي ما زالت، رغم مرور ٢٥ عاماً على هجرتها الممنهجة إلى فلسطين المحتلة، تحافظ على هوية دولة المنشأ، وتورث هذه الهوية لأبنائها وأحفادها. وإذا كانوا بالفعل إسرائيليين، فلا بد من القول إنهم «إسرائيليون ولكن...»، مع أسلوب عيش وتطلعات وميراث ثقافي يؤكد أنهم روس في المرتبة الأولى، ومن ثم إسرائيليون، وبناءً على هذه النتيجة يمكن فهم مسارعتهم إلى الرحيل عن «الدولة اليهودية»، عند أي ضائقة يتعرضون لها.




كنت أعتقد أن إسرائيل دولة آمنة

«لا أستطيع العيش في دولة تعاني دائماً من الحروب ومن التنقل من حرب إلى أخرى». هذه ليست شهادة إحدى الناجيات من الحروب الأهلية في أفريقيا، بل هو سبب هجرة لارا نهائياً إلى كندا.
لارا متزوجة ولديها طفلان، رحلوا جميعاً عن إسرائيل قبل أشهر. وتشير في شهادتها إلى أن «الأوضاع الأمنية في إسرائيل دفعتني إلى الهجرة، فنحن في حالة حرب دائمة. بعد مرور عقد من وصولنا إلى إسرائيل، قتلت أمي في عملية في الانتفاضة الثانية، الأمر الذي أثر فيّ وزاد من مخاوفي، لكن كنت أعتقد برغم من ذلك أن إسرائيل مكان آمن، لكن في عملية (الجرف الصامد) كان الانكسار الكبير لدي... ومنذ ذلك الوقت بدأنا مسار الهجرة إلى هنا».





من التصويت «لليكود»... إلى أفيغدور ليبرمان


المحاولات الأولى لتأسيس أحزاب من المهاجرين الروس لم تكن ناجحة في بدايات الهجرة الروسية الكبيرة إلى إسرائيل، في أوائل تسعينيات القرن الماضي. الكتل واللوائح التي شكّلها الروس في انتخابات عام ١٩٩٢، لم تخرق القوى السياسية في «الكنيست»، حتى أن أيّاً من المهاجرين لم يصل إلى البرلمان، ومعظم الناخبين الروس اتجه إلى الأحزاب اليمينية، وتحديداً «الليكود».
في عام ١٩٩٦، أسس ناتان شرانسكي حزب «يسرائيل بعاليا» (إسرائيل في صعود)، كأول حزب روسي مستقل، ناطق باسم المهاجرين الجدد من دول «رابطة الشعوب». تميّز هذا الحزب بخطاب يميني متطرف، لكنه حرص على الائتلاف مع أي رئيس حكومة بلا استثناء.
نجح شرانسكي في انتخابات عامي ٩٦ و٩٩، وحظي بسبعة وستة مقاعد في «الكنيست» على التوالي. نتيجة لهذا التمثيل، انضم إلى الائتلاف الحكومي تباعاً، أولاً لحكومة بنيامين نتنياهو (١٩٩٦)، ومن ثم حكومة إيهود باراك (١٩٩٩) ولاحقاً حكومة أرييل شارون عام ٢٠٠١، بعدما فاز الأخير في الانتخابات المباشرة لرئاسة الحكومة.
لكن حزب شرانسكي لم يصمد طويلاً، خصوصاً بعدما عجز عن تمثيل اليهود الروس وقصر عن تلبية تطلعاتهم. فقد عجز «يسرائيل بعاليا» عن جمع كل الروس تحت عباءته، وتحديداً المنظمات الروسيّة غير الحكومية التي تُعَدّ الأهم والأبرز في هذه الشريحة. كذلك فشل شرانسكي في تحقيق تطلعات الروس حول قضايا رئيسية، مثل العلاقة بين الدين والدولة، الذي تغاضى عنه، وتحالف حكومياً مع القطاع الديني الذي يُعد بنظر الروس استفزازياً واستغلالياً لمقدرات الدولة، إذ إن معظم اليهود الروس علمانيون ويرفضون العلاقة القائمة بين الدين والدولة، كذلك يكنّون كراهية تامة للقوانين الدينية التي تُعَدّ بنظرهم مقيدة للحريات، وتحديداً ما يتعلق بالزواج والطلاق والإرث وعدم الاعتراف بالزواج المدني، وكذلك المسائل المتعلقة بالشريعة اليهودية التي تراعيها الدولة، كما هي الحال في أحكام يوم السبت والطعام الشرعي.
أثّر فشل «يسرائيل بعاليا» في «صعود» أفيغدور ليبرمان السياسي، وتأسيس حزب «يسرائيل بيتينو» (إسرائيل بيتنا)، الذي جذب الصوت اليهودي الروسي إليه، على حساب «يسرائيل بعاليا» الذي اندثر تدريجاً. حظي ليبرمان عام ١٩٩٩ بأربعة مقاعد في «الكنيست»، وعام ٢٠٠١ بسبعة مقاعد، وعام ٢٠٠٣ عيّن وزيراً في حكومة أرييل شارون، إلى أن حقق نجاحاً كبيراً في انتخابات عام ٢٠٠٦، عندما فاز بـ١١ مقعداً وبات الحزب الثالث في «الكنيست» من حيث عدد النواب.
حالياً، يحظى حزب «يسرائيل بيتينو» بـ٦ مقاعد، بعدما تراجع تمثيله بنحو ملحوظ. ويُعَدّ ليبرمان الذي تسلّم وزارة الأمن أخيراً شريكاً طبيعياً لنتنياهو.





الاختلاف الثقافي والتربوي


في استطلاع للرأي حول أهمية اللغة والثقافة الروسيتين لدى المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق، نشرت «غومل» في كتابها (أنتم ونحن... الحياة الروسية في إسرائيل)، أن ٩٥.٣% من الآباء يحرصون على نقل اللغة وأسلوب العيش والثقافة الروسية إلى أبنائهم. وهو معطى يؤكد فشل «بوتقة الصهر».
دفع أسلوب العيش والحياة الثقافية السائدة في إسرائيل، التي لم تكن متوافقة مع أسلوب عيش الروس وثقافتهم، المهاجرين الجدد والمتحدرين منهم إلى تطوير منظومات بديلة للعيش. فقد ازدهرت الحياة الثقافية للروس بشكل كبير جداً، وتحديداً لناحية المسارح والنوادي والمنتديات، والمؤسسات التربوية والتعليمية المغايرة للمؤسسات التربوية الرسمية.
وتُعَدّ المدارس الروسية في إسرائيل ذات مستوى تعليمي متطور أكثر من المؤسسات التعليمية الأخرى، إذ عملت على تعويض أوجه القصور البارزة في النظام التعليمي الإسرائيلي، وتحديداً بما يتعلق بدراسة العلوم والمعارف والثقافات الأخرى، التي يرى الروس أن التعليم الرسمي يهملها.
ومع استجلاب الروس إلى إسرائيل، ازدهرت أيضاً المطاعم ذات الطابع المختلف عما هو معتاد في المدن الإسرائيلية الرئيسية، التي مكّنت الروس تحديداً والعلمانيين، من تناول الأطعمة غير المتوافقة مع الشريعة اليهودية التي تغيب عن موائد المطاعم التقليدية.
فشل «بوتقة الصهر»، يُلاحظ بشكل كبير لدى الشريحة الشابة الروسية في إسرائيل، بالرغم أن عدداً كبيراً منهم ولد فيها أو هاجر إليها طفلاً. وبحسب باحثين اجتماعيين، ينظم الشباب الروس أنفسهم في مجموعات صداقة منفصلة ومختلفة عن المجموعات الأخرى من الشباب الإسرائيليين، وهم يحافظون في تواصلهم على اللغة الروسية.
ويتميز الشباب الروسي عن أقرانه الإسرائيليين، بمشاركته الفاعلة في الأنشطة الرياضية والموسيقى والمسرح. وازدهرت أيضاً وما زالت، المتاجر الروسية التي تبيع التسجيلات الموسيقية والغنائية الصادرة في روسيا، إضافة إلى المكتبات المختصة ببيع الكتب الروسية، وهو ما لا يتوافق مع «بوتقة الصهر».