نشطت المجموعات الفلسطينية على الفايسبوك. أصبح كل غزّي على موقع التواصل الاجتماعي الاشهر مراسلاً لنقل ما يجري في القطاع. استخدموا هواتفهم الذكية لالتقاط الصور للاضرار التي احدثتها صواريخ العدو. كما نقلوا الواقع الذي يعيشونه. خلال عدوان 2008 تعلم هؤلاء كيفية نقل الحدث.
لكنهم تعلموه بالطريقة الصعبة، فبعضهم دفع الدم واستشهد وهو يفعل ذلك. اذ خلال عملية «الرصاص المصهور» تحول ابناء غزة الى مراسلي حرب، لكنهم وقعوا في أخطاء مميتة. كانوا يذكرون اماكن اطلاق الصواريخ، ناقلين بذلك ما يشاهدونه عبر نوافذهم. في احدى المرات كتب احدهم على حائط مجموعة «امامي الآن مقاومون ينصبون منصات في حي الشجاعية». لم يطل الامر كثيراً حتى قصف الحي بغارات عدة من قبل طيران العدو. بعد الانتباه لهذه النقطة اصبح المراسلون اكثر حذراً، فمُنع تحديد اماكن اطلاق الصواريخ. بعد حلّ هذه المشكلة برزت مشكلة أخرى وهي النقل المباشر لعمليات اطلاق الصواريخ. فكان الطيران الاسرائيلي بعد كل خبر ينشر، يقصف المجموعة المقاومة. هكذا، وبعدما سقط دم اصبحت الاخبار تنقل متأخرة 10 دقائق وذلك من أجل تأمين خروج المجموعات المقاتلة من مكان اطلاق الصواريخ. نشأت العديد من الشبكات الاخبارية الفلسطينية التي تتقاطع معلوماتها مع الاخرى.
من جهتهم، يعتمد اللاجئون الفلسطينيون في الشتات على هذه المواقع لتلقف الاخبار التي تنقلها اليهم في مخيماتهم وشتاتهم. في الفترة الماضية غابت الفضائيات العربية عن الساحة الفلسطينية، ولم تكن الاعتداءات الاسرائيلية تنقل على الهواء مباشرة، او من اولويات هذه القنوات. فقبل بداية عملية «عمود السحاب» عاش قطاع غزة 3 ايام من الاعتداءات الصهيونية والتي لم تنقلها الفضائيات الا في نشرات المساء لتمر مرور الكرام على اسماء الشهداء. لكن الاعلام الالكتروني والعمل الذي قامت به تلك المجموعات الفلسطينية ساهم في معرفة ابناء الشتات بتفاصيل تلك الاعتداءات، معوضة بذلك غياب الاعلام العربي. لكن ومع عودة الفضائيات العربية مع بداية الحرب على غزة للاهتمام ولو جزئياً بما يجري في القطاع اصبحت تلك المجموعات مصدر معلومات لبعض الفضائيات العربية، وخصوصاً أن ابناء القطاع هم اول من سيسمع صوت الانفجارات بحال تعرض قطاعهم للقصف. هكذا، ومع استمرار المعركة تحولت هذه المجموعات الى «رويترز» و«أ ف ب» فلسطين.