خارج المكان التقليدي لعروض المسرح، والرقص، والفنون الأخرى، يقدم مشروع «شربكات» (السبت 27 نيسان ـــــ 3:00 حتى 7:00 عصراً)، الذي ينظمه استديو «أملغام» نسخته الأولى في حي الكرنتينا في بيروت، ليكون الجمهور على موعد مع ثمانية مشاريع متعدّدة التخصّصات والمجالات، بين المسرح، والرقص، والعروض التفاعلية، والتجهيزات الفوتوغرافية والسمعية، والرسم الحي، وهي بمجملها «عروض موقعية» أو ما يعرف بالـ Site Specific، تمت صياغتها انطلاقاً من شروط المكان الذي تُقدم فيه، وتم تطويعها بما يتناسب مع منطقة الكرنتينا أكثر المناطق تضرراً من انفجار الرابع من آب (أغسطس) 2020. «شربكات» (إنتاج: فرح ف. نابلسي. وإنتاج تنفيذي: نيفين كلاس) أشبه بنزهة تمتد على مدار يوم كامل، يُدعى فيها الجمهور إلى التجوّل والتفاعل مع الحيّ المهمّش، الذي يكتنف قوة حميمية عالية، وفقاً لما تؤكد كلٌّ من يارا بستاني ورشا بارود، المديرتان الفنيتان لمشروع «شربكات»: «أوّل ما دفعنا للقيام بالمشروع هو تقديم الدعم للفنانين الصاعدين، الذين يبحثون عن آليات لإنتاج عروضهم، عبر إتاحة استديو «أملغام»، في الحمرا، لإجراء التدريبات، أو عبر متابعة أعمالهم، من قبل فنانين محترفين، بما يخلق حالة من التشابك بين الفنانين. كان من المهم، أيضاً، التفكير في أماكن عروض خارج أطر الفضاءات المألوفة، بما يحقق التفاعل مع أحياء تقع على طرف المدينة، وإعادة خلق حيوية عبر أنشطة تستهدف السكّان المحليين، وتجمعهم مع سكان آخرين». تأمل يارا بستاني ورشا بارود، بأن تكون هناك نسخة ثانية من المشروع، فقد بدأ العمل جدياً لكي يقدم في أماكن وأحياء أو مسارح متعددة في المدينة، بما يسمح لكثير من المتفرجين والمشاركين بترك انطباعاتهم وتفاعلاتهم، «كأنّ المسرح يذهب إليهم بدلاً من أن يذهبوا إليه».
الأعمال الفنية الثمانية المشاركة في المشروع، كانت بتوجيه ومساعدة كلّ من يارا بستاني، رشا بارود، علي شحرور، وبترا سرحال. ثمانية بين فنان وفنانة، من خلفيات متعددة، زاروا حي الكرنتينا، واختاروا المواقع التي سيقدمون فيها إبداعاتهم الفنية. تبدأ سلسلة العروض بعد التجمع في نقطة الانطلاق أمام حديقة الكرنتينا (س: 15:00) على أن يبدأ عرض الرقص «لقاء قديم جديد» (س: 15:30)، لناتاشا كرم ومارا إنجا، وهو «حوار جسدي - تبادل غير نمطي بين ساكن منطقة، وزائر جديد». يتبعها العرض التفاعلي «رحلات غير مرئية» (س: 16:00) لعباس بيرم، «وهي رحلة تفاعلية إلى عالم من دون حدود». ويقدم خليل الحاج علي عرض الرقص «أمتار من الإسمنت» (س: 17:00) في بيت «أم محمد» في الكرنتينا. ويستحضر العرض الأدائي «ذكريات الليلة الأولى التي تلت موت الوالد، في محاولة لمواجهة الأهوال التي تسردها الروايات، ضمن سعيٍ إلى تحويل الأحزان إلى احتفالية مبهجة».
سيرسم فنان الغرافيتي سباز جداريته «شاهد عيان» بمساعدة أبناء الحي

‬ على أن تقدم أنجيلا الحداد مسرحية «مشارف» (س: 18:30) ‎لتسرد قصة حي الكرنتينا عبر «رحلة فيها ذكريات مؤلمة وحلوة، وبأصوات مختلفة، مع الأمل بغدٍ أفضل». ويختتم ألكسندر الهبر، المشروع بعرض راقص هو «الآخر» (س: 19:30) في أحد معامل الحديد في الحي. يحكي العمل «عن الخوف في غمار الحياة، الذي يغلّف حقيقتنا، بينما يظهر الحب جوهرنا». ويستمر طوال النهار ببث التجهيز السمعي «كرنتينا على نغمة دي ماينر» ‎لروى بارود ومحمد شقير، في أحد مرائب الحي «وهي نزهة عبر أصوات الكرنتينا، حين تلتقط الأذن الأفراح والأحزان غير المتوقعة، التي تشكل إيقاع المنطقة». يعرض أيضاً التجهيز الفوتوغرافي «عَلِيك» لنادر بحسون، منطلقاً من «الإيماءات الإنسانية وفعل التذكر العاطفي». على أن يرسم فنان الغرافيتي سباز جداريته «شاهد عيان» بمساعدة أبناء الحي، على أحد الجدران في الكرنتينا.
المشاريع الفنية الثمانية المشاركة في «شربكات»، تنطلق من خصوصية المكان ومواقعه، ومن ذاتية الفنانين المشاركين، نحو موضوعات إنسانية أكبر. وقد تم التدرّب عليها لنحو ثلاثة أشهر في استديو «أملغام»، الذي يعتبر أحد فضاءات الرقص المجهّزة في بيروت، الذي ينازع للاستمرار في تقديم الدعم وتنظيم الصفوف وورش العمل المتخصّصة في الرقص والتعبير الأدائي والجسدي، وعليه فُتح باب التبرعات لكل المهتمين بدعم الفنون عبر موقع Gofundme.

* «شربكات»: السبت 27 نيسان (أبريل) ـــــ من الساعة 12:00 ظهراً حتى 7:00 عصراً ــــــ حي الكرنيتنيا، التجمع بالقرب من الحديقة العامة. المشاركة مجانية ومتاحة للجميع.