شنّ الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» ومالك منصة «إكس»، إيلون ماسك، هجوماً لاذعاً على خطة «آبل» المُعلن عنها حديثاً لدمج «تشات جي بي تي» المملوك من OpenAI مع أنظمة تشغيل أجهزتها، ولا سيّما «آيفون» و«آيباد». ونشر ماسك من حسابه على «إكس» أنّ الشراكة تشكّل مخاطر أمنية وخصوصية غير مقبولة، حتى إنه ذهب إلى حد التهديد بحظر أجهزة «آبل» من دخول جميع شركاته، وألمح إلى إنتاج هاتف ذكي خاص به.في سلسلة من المنشورات المستمرة منذ أوّل من أمس الثلاثاء، انتقد ماسك هذه الخطوة، قائلاً: «إذا دمجت «آبل» ChatGPT على مستوى نظام التشغيل، فستُحظر أجهزتها في شركاتي. هذا انتهاك أمني غير مقبول». واتهم كذلك الشركة بإدخال «برامج تجسّس مخيفة» في أجهزتها، مشيراً إلى أنّ عملاق التكنولوجيا غير قادر على ضمان خصوصية المستخدمين وأمانهم بمجرد تسليم بياناتهم إلى OpenAI.
أثارت تعليقات ماسك جدلاً على منصة التواصل التي يملكها، إذ اتهمه بعض المستخدمين بنشر معلومات مضلّلة وإظهار عدم فهم حقيقي لتقنية دمج «تشات جي بي تي» مع أجهزة «آبل». كما أدلى خبراء الأمن بآرائهم موضحين أن التكامل يعمل عبر طلبات واجهة برمجة التطبيقات، ولا تُخزن بيانات المستخدمين بواسطة OpenAI. إضافة إلى ذلك، فإن الميزة اختيارية، ويمكن للمستخدمين عدم السماح لأجهزتهم الاتصال بـ «تشات جي بي تي».
رغم هذه التوضيحات، لا يزال ماسك غير مقتنع، ويبدو أنّ خلافه الطويل الأمد مع شركة OpenAI، التي شارك في تأسيسها لكنّه تركها في عام 2018، يغذّي شكوكه. وقد اتهم ماسك الشركة بالسعي وراء تحقيق الربح وتعريض مهمتها الأصلية للخطر، حتى إنه رفع دعوى قضائية ضدها يزعم فيها أنه «دُفع» إلى التبرع بمبلغ 44 مليون دولار تحت ادعاءات كاذبة، إلا أنّه أسقط الدعوى أمس الأربعاء.
وبينما أكدت «آبل» وOpenAI للمستخدمين أنّ التكامل سيكون «خاصاً وآمناً تماماً»، إلا أن مخاوف ماسك أعادت إشعال الجدل حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والخصوصية وأمن البيانات. ومع بدء تنفيذ التكامل، لا شك أن خبراء الأمن سيدققون في تنفيذه، وسيتعين على المستهلكين أن يقرروا ما إذا كانوا سيستخدمونه أم سيستجيبون لتحذيرات ماسك.

*هاتف جديد من ماسك؟
بعد تحذيره الشديد اللهجة لشركة «آبل»، لمّح ماسك إلى إمكانية تطوير هاتف «غروك فون» منافس في حال دمجت «آبل» تقنية OpenAI في نظام التشغيل الخاص بها. وقد أثارت تصريحاته تكهنات حول إمكانية إنتاج هاتف «غروك فون» نسبةً إلى نظام الذكاء الاصطناعي «غروك» الذي تملكه شركة xAI التابعة لماسك، أو هاتف ذكي يحمل اسم «تسلا». وعندما اقترح أحد المستخدمين تطوير هاتف «تسلا»، بدا ماسك منفتحاً على الفكرة، قائلاً: «قد يتحقق ذلك إذا دمجت آبل برنامج التجسس (يقصد تشات جي بي تي) في نظام التشغيل الخاص بها».
تطوير هاتف «غروك فون» المحتمل من قبل ماسك يمكن أن يُحدث تغييراً في سوق الهواتف الذكية ويقدم بديلاً للمستخدمين القلقين بشأن تكامل الذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات. ومع ذلك، فإن جدوى هذا المشروع وجدوله الزمني لا يزالان غير مؤكدين، إذ ينصبّ تركيز ماسك في المقام الأول على شركتيه الحاليتين، «تسلا» و«سبايس إكس».
مع التقدّم السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وانخراطها في حياة الناس حول العالم بشكل أكبر، تتعاظم حالة التوتر التي يعيشها الرؤساء التنفيذيون في شركات التكنولوجيا العملاقة من أجل تثبيت موطئ قدم لشركاتهم في هذه التكنولوجيا الجديدة. إذ بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العالمي أكثر من 454 مليار دولار أميركي في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى نحو 2.5 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 19 في المئة من عام 2023 إلى عام 2032، وفقاً لدراسة نشرها مركز precedence research مطلع العام الحالي.