لجأ رئيس «هيئة الترفيه السعودية»، تركي آل الشيخ، أخيراً إلى فايسبوك الذي يستخدمه عادةً للتعبير عن مواقف خاصة أو لإعلان دعمه لطرف أو مشروع معيّن، بهدف إعادة تأكيد تمسّكه بـ «بيغ تايم». منشور يُعيد إلى الواجهة مشروع الصندوق المخصّص للإنتاج السينمائي، بعد صمت دام ثلاثة أشهر، ترافق مع كثير من الهمس والتساؤلات حول طبيعة التعاون بين «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» (تابعة للاستخبارات المصرية» و«هيئة الترفيه» المالكة للصندوق. وشملت التساؤلات المطروحة موضوع الولاءات والهرمية الإداريّة في المشروع المرتقب.لاقى «بو ناصر» ترحيباً وحفاوةً بالغَيْن في منتصف شهر شباط (فبراير) المنصرم في وزارة الثقافة وفي دار الأوبرا بالتزامن مع الإعلان عن «بيغ تايم» للمرة الأولى. استقبال تردّد أنّ خلفيته سياسية بهدف تسهيل تعاقدات ترتبط بتسويق مسلسلات رمضان المصرية على منصات سعودية، أبرزها «شاهد» التي حصلت على حرية أكبر في عرض المسلسلات المصرية لجمهورها في المحروسة بعدما كانت متاحة فقط في الخليج.

وفي غمرة الحاجة المصرية إلى التمويل، لم يوفر آل شيخ الفرصة لتوسعة البيكار ودائرة نفوذه واستحواذاته التي تتمدّد من الطرب إلى الدراما وصولاً إلى السينما. من دون أن ننسى تثبيت «الموالين» له ومن يرتاح لهم في المواقع القيادية.
في هذا الإطار، يُشاع أنّ حالة من الغضب تطال رئيس قطاع السينما في «المتحدة»، أحمد بدوي، مع اتهامه بتنفيذ مخططات تركي آل الشيخ من دون العودة إلى شركائه في مصر، وسط تقييد لسلطاته وتجميد لأي خطوات تنفيذية متخذة. تململ يبدو أنّ «بو ناصر» أراد وأده في مهده، وهو المعروف بنزعته السلطوية ورغبته برؤية تعليماته تنفّذ فوراً. فالبوست الفايسبوكي المذكور والذي تضمّن إعادة تفعيل صندوق «بيغ تايم»، أتى على ذكر اجتماع آل شيخ مع بدوي، وعن نقاشهما حول الخطوات المتبعة لإطلاق صندوق «بيغ تايم 2»، المرتقب إطلاقه أواخر العام الجاري. ويكون آل الشيخ قد أراد عبر ذكره لبدوي وخططهما المستقبليّة، تثبيت مكانة هذا الأخير وتأكيد موقعه ومحورية دوره.
معمعة زادت من الحيرة والتساؤلات حول مصير عدد من الأفلام وما إذا كانت ستصوّر وتنفّذ، وتحديداً «أم كلثوم» من بطولة النجمة المصرية منى زكي وإخراج مروان حامد، و«شغل كايرو» الذي أعلن تركي أنّه سيكون من بطولة كريم عبد العزيز ونانسي عجرم. علماً أنّ تصوير أيّ منهما لم ينطلق بعد. أما فيلم «ولاد رزق 3» فدربه سالكة كونه ليس من إنتاج «المتحدة»، وقد دارت كاميراته فعلاً في الرياض قبل اكتمال فكرة «بيغ تايم»، على أن يصل إلى الصالات العربية في 13 حزيران (يونيو) الحالي ليشارك في سباق عيد الأضحى.
وحده الزمن كفيل بحسم إذا ما كان الشريطان سيبصرا النور، وإلى أين يتجه مشروع صندوق «بيغ تايم» وما يخبئه «بو ناصر» مستقبلاً.