زكية الديراني.....
«لم أعمل يوماً مراسلاً حربياً، ولكني عشت تحت القصف فتعوّدت على المآسي». إنه ردّ المذيع أيهم بني المرجة مذيع قناة «الميادين»، على سؤال حول ثباته عندما كان يقدّم نشرة الاخبار المسائية مباشرة على الهواء، تزامناً مع الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا ووصلت تردداته إلى لبنان.
يستعيد المذيع السوري لحظات قراءته للنشرة والاستديو يميل حوله «أول ما نظرت اليه هو الاستديو فوق رأسي. ضمنت ألا شيء ثقيلاً قد يسقط عليّ ويؤدي إلى قتلي، فتابعت النشرة بشكل عادي. قلبي ليس حجراً لكننا نعيش بلطف الله»
يؤكد المرجة الذي إنضم بداية الى «الميادين نت» ولاحقاً تقديم نشرات الاخبار، «في هذه اللحظة كنت أمام أمرين، إما مواصلة تقديم النشرة واحترام المشاهد، أو قطع النشرة، وهذا الامر غير وارد اطلاقاً».
بلغة فيها الكثير من الاصرار، يتابع المرجة كلامه مستعيداً نشرة فجر اليوم «كما في كل يوم، أقدم نشرات الاخبار منتصف الليل وتستمر للصباح. قبيل الساعة 3 فجراً، لم تمر دقائق على قراءة النشرة، حتى بدأ الاستديو بالاهتزاز يميناً ويساراً. بدأت أسمع النقاش داخل غرفة الأخبار، هل هو انفجار؟ أم نتيجة سوء الاحوال الجوية في الخارج؟. ماذا يحدث؟. اسئلة كثيرة دارت في بالي، ولكن في النهاية أصبحنا نميز بين الانفجار وباقي الاصوات، الى أن قررت بنفسي أن أعلن الخبر، نحن نتعرض لهزة ارضية مباشرة على الهواء».
يصعب على المقدم وصف وضعه النفسي في تلك اللحظات: «إننا بشر في النهاية فكرت بعائلتي الصغيرة والكبيرة. نظرت حولي، فجأة الاستديو أصبح فارغاً من العاملين. انقسم العاملون بين الدخول في «بريك» او متابعة نشرة الاخبار. رفض المخرج قطع النشرة وقرر متابعة العمل بشكل طبيعي».
هذا الثبات الذي يتمتع به المقدم السوري جاء نتيجة تراكمات مهنية وشخصية قد عايشها. يستعرض المرجة رحلته الصحافية قائلاً «لم أكن مراسلاً حربياً بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكني عشت وواكبت القصف في دمشق. عملت سابقاً في قناة «فلسطين اليوم» وكنا نتلقى تهديدات اسرائيلية بقصفها. من هذا المنطلق انا جاهز لأعيش أي أمر سيء قد يحدث».