صحيح أن الإنتخابات النيابية خيضت على كافة الأراضي اللبنانية، بمشاركة كافة الأطياف السياسية والحزبية، الا أن الأنظار بقيت على «حزب الله» في الدرجة الأولى، وعلى حليفه «التيار الوطني الحر». طيلة نهار أمس، كان المسار واضحاً في خلق حالة من البلبلة في أقلام الإقتراع، عبر حملة مركزة وعشوائية، سياسية وإعلامية، أخذت تنشر الشائعات، وتتهم أنصار الحزب بافتعال الإشكالات، و«استخدام العنف». لعلّ الإعلام الخليجي في شقيه السعودي والإماراتي، كان الأكثر اهتماماً بالفوضى التي اتسعت رقعتها في بعض المناطق، ليشارك كذلك في نشر هذه البروباغندا، ويستضيف وجوهاً معادية للمقاومة، لم توفر خطابها المتسم بالكراهية والتحريض، على الهواء. ومع بدء فرز الأصوات وانتشار بعض الأسماء الرابحة وتلك الخاسرة ايضاً، ركز الإعلام الخليجي على خسارة المرشح أسعد رشدان في الجنوب المدعوم من «حزب الله». كشفت هذه الخسارة المحدودة حجم الاهتمام الهائل التي توليه هذه المنصات للحزب، لمحاولة إشاعة أجواء الخسارة، وتضخيم الحدث. فشبكة «سكاي نيوز عربية» على سبيل المثال، أفردت مساحة لخسارة حردان، واعتبرت أن «حزب الله» «خسر مقعداً في معقله في جنوب لبنان». الشبكة الإماراتية وصفت الجنوب اللبناني بـ«المنطقة التي تهيمن عليها الجماعة المدعومة من ايران»، ووصفت ما حدث بتلقي «حزب الله» «الشيعي المدجج بالسلاح» على حد تعبيرها، «لضربة في الإنتخابات النيابية». من جهتها، واصلت قناة «العربية/الحدث»، التي فتح هواءها أمس، لمعارضي الحزب، حفلات التحريض ضده. واعتبرت أن ما حصل في مقعد حردان، بمثابة «تكبّد حزب الله لخسارة كبيرة». كما لم تتوان عن تزوير الوقائع، ووصفها الإشكالات التي حصلت ببعض الاقلام بـ «الغزوات العنيفة» التي افتعلها «حزب الله»، بهدف «قمع خصومه في القوات اللبنانية بقوة ترهيب مندوبي لائحتها»! من جهتها، عنونت صحيفة «الشرق الأوسط»: «ضربة لـ«حزب الله» وحلفائه في انتخابات لبنان»، في تعليقها على مقعد حردان، واعتبرت أن الحزب «تلقى ضربة في الإنتخابات البرلمانية اللبنانية»، واصفة ذلك بـ «أقوى المفاجآت» على حد تعبيرها.