حظي مسلسل «للموت2» (كتابة نادين جابر ــــ إخراج فيليب أسمر)، حتى قبيل إنطلاقه في شهر الصوم، بترويج عال يشي بنجاحه واستحواذه على الساحة الدرامية من بين الأعمال المشتركة. لكن مع انتهاء الاسبوع الأول من الحلقات، بدأت تتشرذم الحكاية، وتتفرع خيوط السرد الى أماكن مختلفة ضيّعت الحبكة التي قام عليها المسلسل، من خلال نقله معاناة امرأتين أجبرتهما الظروف القاسية على امتهان طرق غير قانونية وأخلاقية. هكذا، أضيفت وجوه جديدة الى المسلسل على رأسها ليليان نمري وكميل سلامة، ومنى أبو حمزة، وحطّمت الكاتبة صورة «هادي» (محمد الأحمد) الذي بدا في الجزء الأول رجلاً نزيهاً مخلصاً لزوجته، وإذ به في الجزء الثاني، يرأس عصابة تقوم بالإتجار بالسلاح وبتصفية الخصوم. وأمام هذه التغيرات الدرامية التي ضيعت المشاهد، بقي ثابتاً، تمرير المسلسل بعض الرسائل السياسية المتعلقة بالأوضاع المعيشية الصعبة. مع تركيز الجزء الأول على الفقر واللجوء الى السرقة لتأمين سعر ماكينة أوكسجين، يمرر الجزء الحالي، بعضاً من المشاهد الواقعية بشكل مقتضب وسريع عن سعر الدولار وتأثيره على العملة اللبنانية. وكنا أمس، مع نقل لواقع معاناة اللبنانيين مع الكهرباء واشتراك المولدات. ففي الحلقة شاهدنا أهالي الحي يخرجون من بيوتهم متسائلين عن سبب انقطاع الإشتراك، ليتبين نفاد المازوت، ولجوئهم بالتالي الى الشموع والقناديل.
«للموت 2» على mtv (20:30) ومنصة «شاهد».