على مدار سنوات، كانت الكوميديا المصرية مسيطرة في رمضان، والشاشة تمتلئ بنجوم يقدمون أعمالاً جيدة أو متوسطة، ومعظمها يحظى بنسب مشاهدة عالية تشجع على إعادة عرضها التي تتواصل على القنوات بعد انتهاء شهر رمضان. لكن في السنوات الأخيرة، تراجعت المسلسلات الكوميدية، لأسباب عدة على رأسها ضعف الكتابة، واعتماد أبطالها على الارتجال والتهريج السخيف، وتكرار «الإفيهات» كأن الممثل يحاول أن يخلق أي نوع من الضحك «بالعافية» كما يُقال بالعامية المصرية. والنتيجة أنّ عدد المسلسلات الكوميدية تناقص من عام إلى آخر، وانصرف الجمهور عنها، حتى إنّ بعض الفنانين وصل الأمر بهم إلى الاعتذار علناً عن المستوى السيّء الذي جاءت عليه أعمالهم. لكن هذا العام، يبدو الأمر مختلفاً رغم غياب عادل إمام ويحيى الفخراني. إذ إنّه يسجّل عودة أحد كبار الكوميديانات وهو أحمد مكي من خلال الجزء السادس من «الكبير أوي» (إخراج أحمد الجندي ــ dmc ـ «dmc دراما» ـ «ART حكايات» ـ منصة WATCH IT) بمشاركة بيومي فؤاد، هشام اسماعيل، محمد سلام، وضيوف شرف منهم: ماجد الكدواني وحمدي المرغني.

«أحلام سعيدة» يسجّل ابتعاد يسرا وغادة عادل عن الميلودراما

تحديات تقف في وجه المسلسل، أهمها عدم نجاح الجزء السابق (الخامس) الذي عُرض في رمضان 2015، وغابت عنه بطلته دنيا سمير غانم، التي تغيب عن الجزء السادس أيضاً. من ناحية ثانية، فإنّ الجيل الذي ارتبط بسلسلة «الكبير أوي» التي انطلق عرضها عام 2010، صار الآن أكبر سنّاً وربما لا ينجذب إلى هذه النوعية. أما الأجيال الأصغر التي يعتمد المسلسل عليها، فلم تتابع قصصه السابقة ولم ترتبط بشخصياته، وبالتالي قد تشعر بنوع من عدم التواصل معه ومع أحداثه التي يبدو أنها ستلتزم بـ «باترون» الأجزاء السابقة بدءاً من الاستعانة بضيوف الشرف إلى إعادة محاكاة مشاهد بعض الأعمال الدرامية الشهيرة، مثل المحاكاة الساخرة للمسلسل الكوري squid game. يعود أيضاً أكرم حسني الذي كان من أكثر الفنانين ارتباطاً برمضان منذ 2017. إلا أنّ الفشل الذي تعرض له مسلسله «رجالة البيت» عام 2020 أبعده عن الشاشة العام الماضي. يعود هذا العام من خلال «مكتوب عليا» (ﺇﺧﺮاﺝ: خالد الحلفاوي ـــ ﺗﺄﻟﻴﻒ: إيهاب بليبل ــــ dmc ـ «dmc دراما» ـ «ART حكايات» ـ منصة WATCH IT ) الذي يُشارك في بطولته عمرو عبدالجليل. الأخير صار من أكثر الكوميديّين حضوراً وإفيهاته ماركةً مسجلة على صفحات التواصل الاجتماعي. يعتمد المسلسل على فكرة مبتكرة حول شاب يفاجأ بكتابة طالعه اليومي على ذراعه ولا يتمكّن أحد غيره من رؤيته.
يعود أكرم حسني من خلال المسلسل للتعاون مع المخرج خالد الحلفاوي الذي حقّق نجاحاً كبيراً معه في «الوصية» عام 2018. يشهد رمضان أيضاً تجربة عمرو وهبة وهشام جمال الثانية في الكتابة والإخراج من خلال «في بيتنا روبوت 2» («الحياة» ـ «الحياة دراما» ـ منصة WATCH IT) الذي عرض جزؤه الأول قبل أشهر خارج الموسم الرمضاني، ونال نسبة نجاح جيدة. تدور الأحداث في إطار خيالي حول عالم برمجيات يبتكر «روبوتين» لرجل وامرأة يعاونانه وزوجته في عمله وحياته. ويشهد الموسم مسلسلات تنتمي إلى الكوميديا الاجتماعية الخفيفة كـ «أحلام سعيدة» (DMC و«DMC دراما» ـ منصة WATCH IT ــ «شاهد»)، و«دايما عامر» («ART حكايات» ــ «شاهد»)، «رانيا وسكينة» (قنوات MBC ــــ «شاهد»)، و«شغل عالي» («ART حكايات» ـ «النهار» ـ «النهار دراما»).
عودة أحمد مكي من خلال الجزء السادس من مسلسل «الكبير أوي»


مصطفى شعبان يعود إلى الكوميديا التي غاب عنها لسنوات منذ «دكتور أمراض نسا» (2014). إذ يشارك في «دايما عامر». أما «أحلام سعيدة» (إخراج عمرو عرفة ـ DMC ـ «DMC دراما» ـ منصة WATCH IT ــ «شاهد»)، فهو التجربة الأولى في الكتابة (من دون إخراج) للمخرجة هالة خليل. المسلسل الذي تؤدي بطولته يسرا، وغادة عادل، ومي كساب، سيشهد ابتعاد يسرا وغادة عادل عن الميلودراما التي اتصفت بها أعمالهما في السنوات السابقة.
ولا يخلو الموسم من كوميديا نسائية أخرى من بطولة روبي ومي عمر هو «رانيا وسكينة» (إخراج شيرين عادل ـ تأليف محمد صلاح العزب). رغم أن التيمة مكررة ومعادة عن علاقة تربط فتاتين إحداهما أرستقراطية والثانية شعبية، إلّا أنّ وجود اسم روبي قد يحقّق للمسلسل نوعاً من الجاذبية.
مسلسل نسائي آخر هو «شغل عالي» (تأليف حسين مصطفى محرم ـــ إخراج مرقس عادل) يتناول المفارقة نفسها في شكل العلاقة بين الأرستقراطيات الراقيات والشعبيات بمشاركة فيفي عبده وشيرين رضا.