عرّت الأزمة الروسية-الأوكرانية، المنظومة «الأخلاقية» التي يتغنى بها الغرب، وشعاراته التي يرفعها نصرة لحقوق الإنسان وحريات التعبير. في الساعات الأخيرة، توالت تصريحات مشينة لمراسلين أجانب يعملون في وسائل إعلام غربية وعربية، اتسمت بالعنصرية وبخروج «التفوق العرقي» للرجل الأبيض، تبعتها سلسلة اعتذارات بعيد حملات الإنتقادات التي خلفتها على وسائل التواصل الإجتماعي. فقد أقدم مراسل شبكة CBS الأميركية شارلي داجاتا، خلال تغطيته المباشرة للعملية العسكرية الروسية، على التصريح بأن «الهجوم على أوكرانيا لا يمكن مقارنته بالحرب في العراق وأفغانستان لأن الأولى أكثر تحضراً». وقال إن أوكرانيا «ليست مكاناً، مع كل الاحترام الواجب، مثل العراق أو أفغانستان، الذي شهد صراعاً مستعراً لعقود». وتابع: «أوكرانيا متحضرة نسبياً، وأوروبية نسبياً، ولابد لي من اختيار هذه الكلمات بعناية أيضاً. هي مدينة، لا تتوقع فيها حدوث ذلك (الحرب) أو تأمل ألا يحدث ذلك». تصريحات أجبرت صاحبها على تقديم الإعتذار بعد موجة من غضب اعترت السوشال ميديا. وقد عبّر المراسل عن أسفه، قائلاً :«لقد تحدثت بطريقة آسف لها. أنا آسف»، موضحاً أنه كان يحاول إيصال فكرة أن أوكرانيا لم تشهد «هذا الحجم من الصراع» خلال السنوات الأخيرة، على عكس «صراعات أخرى عانت من ويلاتها مناطق أخرى لسنوات عديدة». بدورها، أخرجت مراسلة «أن.بي.سي»، الأميركية كيلي كوبيلا، عنصريتها على الهواء، وعلقت على أوضاع اللاجئين الأوكرانيين قائلة: «بصراحة تامة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا المجاورة. هؤلاء مسيحيون. إنهم بيض. إنهم مشابهون جداً للأشخاص الذين يعيشون في بولندا»، ليلتحق بها مراسل BBC الذي قال إنّ الأوكرانيين «أناس أوروبيون، بعيون زرقاء وشعر أشقر يقتلون»!. وعلى قناة BMF الفرنسية صرّح أحد الضيوف بالقول: «إننا في القرن الحادي والعشرين وهناك بلد تنهال عليه الصواريخ كما لو كان العراق أو أفغانستان، هل تتخيلون؟». وعلى خط «الجزيرة» الناطقة بالإنكليزية، وجه مراسلها بدوره إهانات عنصرية للاجئين، وقال المذيع خلال التغطية المباشرة للقناة حول الحرب في أوكرانيا أثناء الحديث عن توجه نصف الأوكرانيين إلى دول أوروبية مجاورة كلاجئين: «ما يلفت النظر إليهم، كيف يرتدون ملابسهم. هؤلاء أناس حضاريون من الطبقة الوسطى». وأضاف: «هؤلاء ليسوا لاجئين يحاولون الهروب من الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا. إنهم مثل أي عائلة أوروبية تعيش بجوارها». ومع تصاعد حملة الانتقادات التي طالت القناة القطرية، قدمت الأخيرة اعتذارها عما بدر من مراسلها. وفي بيان لها، تعهدت بإجراء «تحقيق في الأمر». ولفت البيان الى أنّ المراسل أجرى «مقارنات غير عادلة بين الأوكرانيين الفارين من الحرب واللاجئين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا». وأضاف: «كانت تعليقات المذيع غير حساسة وغير مسؤولة. نعتذر لجمهورنا في جميع أنحاء العالم ويتم التعامل مع خرق الاحتراف».