متابعة الإخبارية السورية بمثابة قصاص غير عادل. بذريعة سلسلة كوارث مهنية ارتكبتها قصدها كان استفزاز الناس، وعلى عينك يا تاجر من دون حسيب ولا رقيب. هذا عن سلوك القناة كتلفزيون، فما بالك بمن يخطر له ترصّد حساباتها على السوشال ميديا! المحطة يديرها شخص اسمه مضر إبراهيم صاحب طريقة في فرز السوريين: خونة، ومن ثم خونة، يليهم خونة، وبعدها حفنة وطنيين يتناسبون مع مزاجه! كل هذا بعد سياسات الدولة بالمصالحات حتى مع أخطر المسلحين!سبق أن تحدثت هذه القناة الحكيمة، بقلب مفطور عن الوضع الاقتصادي المزري في تونس، حدث ذلك في نشرة الثانية عشرة ظهراً من يوم 2/3/2021!
لم يقرأ أحد من عباقرة المحطة حينها مثلاً شعبياً بسيطاً يقول: «لو رأى الجمل سنامه لوقع وانكسر عنقه». على أيّ حال، لسنا هنا في معرض المطالبة «الهوجاء» بمنطق إعلامي مرن و احترافي، أو مواكبة رشيقة للوضع المتهالك، ما عاذ الله! كل ما نرجوه من الإخبارية السورية ومديرها، الوصول إلى أقلّ جرعات ممكنة من السذاجة المهنية، وتجنّب إهانة الناس! لكن لا نعرف ما هو العمل مع «جز الرقاب» على أبو عماها؟!
هذا ما فعله مديرها عندما صاغ خبراً اختصر فيه الإشكال الأخير الحاصل في أنقرة والاعتداء على السوريين باعتبار أنه: «هجوم على عائلات من مرتزقة أردوغان وهم من حملة الجنسية السورية» وتم نشره على صفحة الفايسبوك الرسمية للإخبارية السورية، نقلاً عن مصادرها الخاصة! وبعد الغضب العارم الذي واكب الخبر على صفحات السوريين في الداخل، اعترف مدير القناة بأنه المسؤول الوحيد عنه!
إذاً، بجرة قلم، وبنفس الطريقة التخوينية التي يكتب بها إبراهيم على صفحته الزرقاء، استخدم منبر السوشال ميديا التابع للقناة الحكومية الرسمية الوطنية، كي يمارس هوايته في التخوين من جديد، لكن «أوفر دوز» هذه المرة، كونه خوّن أكثر من مليون لاجئ سوري على الأقل يعيشون في تركيا اعتبرهم من مرتزقة «لص حلب»! علماً أن بعضهم ما زال يعلٌق صور الرئيس بشار الأسد في صدر بيته حتى اليوم، ويقدّس تراب وطنه، ويحكي عن مشاعره تلك حتى في لقاءات إعلامية موجودة في الأرشيف، ولو كانت مع أعتى المنابر المعارضة! إنما اختار اللجوء هرباً من بطش «الغربان السود» والمتطرفين والإرهابيين، وممن يفكرون بنفس طريقتهم، لكنهم ما زالوا على المقلب الآخر؟!
السؤال بسيط نتركه برسم من يعنيه الأمر: خرج الرئيس الأسد في خطاب القسم أخيراً ، ودعا اللاجئين للعودة إلى ديارهم! هذا حدث سياسي ملفت. لكن مدير الإخبارية السورية، ينشر أنباء تناقض ما جاء في خطاب القسم، معتبراً بأن اللاجئين مجرد مرتزقة لمن يحتل أجزاء من بلادنا اليوم. كيف يمكن عودتهم إذاً؟!