تناثرت أمس الخميس بيانات الساسة وتوالت مؤتمراتهم الصحافية، على خلفية قرار حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة رفع الدعم عن المحروقات. انقسام حادّ ساد هذا الملف، وسط انسداد باب الحلول، في ظلّ التوهان بين المسّ بالاحتياطي في «المركزي» وبين تأخر الدولة في إقرار البطاقة التمويلية، ووقوع المواطن بالتالي فريسة النتائج الكارثية للقرار. قرار واكبته وسائل الإعلام المحلّية بخفر، كون دعمه بشكل مباشر قد يتسبّب بغضب أوسع في الشارع. محطة mtv التي لطالما وقفت إلى جانب حاكمية «مصرف لبنان» ودافعت عن سلامة في أقصى الظروف التي شهدت مطالبات بمحاسبة مباشرة للمسؤولين عن تدهور الأزمة الاقتصادية في لبنان، حافظت على موقعها إلى جانب سلامة في قراره الكارثي، ورمت الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية، التي بحسب مقدمة نشرة أخبارها: «أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه من كوراث». واعتبرت القناة أنّ «تأجيل رفع الدعم هو إمعان سافر في قتل اللبنانيين وتدمير الاقتصاد»، وتوجّهت إلى الحكومة بالقول: «أنتم تعلمون أنّه قرار مرّ، لكن لا بدّ من اتخاذه، واتّخاذه اليوم أفضل من اتخاذه غداً». المقدمة التي دعمت قرار الحاكم، لم تنسحب على مضمون التقرير الإخباري الذي أتى خجولاً واكتفى بتعداد المواقف السياسية والحزبية، من دون الإمعان أكثر في تبرير القرار.
على مقلب «الجديد»، بدا واضحاً مجدداً استخدام القرار لاستكمال محاربة «العهد» ووزير الخارجية جبران باسيل. أمس، قطعت المحطة كلمة الأخير، وراحت تتوجّه إلى اللبنانيين وتدعي أنّها ستظل «صوتهم» لا صوت السياسيين، لكن يبدو أنّ هذا الأمر يقتصر حصراً على التيار البرتقالي!
ففي نشرة أخبارها المسائية، شنّت المحطة هجوماً عنيفاً على رئاسة الجمهورية، وحمّلت الرئيس مسؤولية معرفته المسبقة بقرار الحاكم، وأردفت: «لا حاكم للجمهورية سوى جبران عون باسيل فبأي أداة كذب تختبرون؟». واعتبرت أنّ ما قام به سلامة يعدّ «شطارة» في «الكشف غير المبكر عن مواد رئاسية حكومية متفجرة». كلام يأتي في إطار رمي الكرة بين رئاستَي الحكومة والجمهورية حول قرار رفع الدعم.