لا يزال روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان مشغولين بصورة التقطها زكريا جابر لأشخاص ينامون على شرفة منزلهم في بيروت، في محاولة لمواجهة حرّ الصيف في ظلّ انقطاع التيّار الكهربائي. صورة، أرفقها صاحبها زكريا بعبارة: «الموت البطيء في مدينة بيروت التي تنعدم فيها الحياة».في حديث صحافي، قال جابر إنّه التقط الصورة في منطقة الأشرفية البيروتية حيث يسكن، عند الساعة السادسة صباحاً، حين كان يفتح نافذته بعدما استيقظ من النوم يتصبّب عرقاً بسبب انقطاع الكهرباء.
أثار البوست جدلاً افتراضياً واسعاً. وفيما شهدت السوشال ميديا استنكاراً كبيراً للظروف المزرية التي تدفع أشخاصاً للنوم على الشرفة بسبب الافتقار إلى أبسط مقوّمات العيش، انقسمت الآراء بين مؤيد للخطوة التي أقدم عليها زكريا جابر ومعارض لها. وهناك من اعتبر أنّ ما فعله هؤلاء الأشخاص الأربعة ليس مستغرباً، فكثير من اللبنانين، خصوصاً في المناطق النائية، يعتمدون هذه الطريقة من سنوات عانوا خلالها من الإهمال. وفي المقابل، رأى آخرون أنّ التأقلم مع ظروف كهذه في عام 2021 واعتبار الأمر عادياً، «غير مقبول».
في السياق نفسه، كنّا أمام نقاش أوسع مرتبط بالخصوصية والمعايير التي يتعيّن على العاملين في مجال الإعلام احترامها، ومدى أحقية جابر بنشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي من دون إذن مَن يظهرون فيها، حتى ولو كانت وجوههم مغاطاة أو غير واضحة.
وأمام اتهامه بعدم احترام المواطنين الذين قرّر نشر صورتهم، قال زكريا جابر إنّ «السؤال بالنسبة لي لا يتمحور حول الخصوصية بل حول الأسباب التي أدّت إلى انتقال عائلة للنوم في العراء. لم أكن أسعى لإهانة العائلة، بل إلى نقل الحالة العامّة التي نعانيها جميعاً والتي ظهرت أمامي بوضوح»!