بعد تغريم «غوغل» الشهر الماضي، بقيمة 220 مليون يورو لإساءة استغلال «مركزه المهيمن» في سوق الإعلانات على الإنترنت، فرضت «هيئة ضبط المنافسة» الفرنسية، اليوم غرامة على محرك البحث الشهير وصلت الى 500 مليون يورو لعدم تفاوضه «بحسن نية» مع ناشري الصحافة حول تطبيق «الحقوق المجاورة» القاضية بتسديد بدل مالي للناشرين لقاء استخدام المحتوى الإخباري الخاص بهم على منصتها. وأمرت الهيئة الشركة الأميركية بـ«تقديم عرض» إلى الناشرين ووكالات الأنباء «لتسديد بدلات للاستخدامات الحالية لمحتوياتهم المحمية». وكانت الهيئة قد أصدرت أمراً لـ «غوغل» في نيسان (أبريل) 2020، يطالبها بالتفاوض مع ناشري الصحافة والمواقع الإلكترونية الإخبارية بشأن الرسوم التي يجب عليها دفعها مقابل تقديم «عرض مسبق» (preview) للمحتوى الإخباري للناشرين والمواقع. ولم تعترض «غوغل» يومها على العقوبات التي تمثل جزءاً من تسوية تم التوصل إليها بعد شكوى أقامتها عليها ثلاث مجموعات إعلامية («نيوز كورب» وصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية التي انسحبت لاحقاً، ومجموعة «روسيل» البلجيكية) بتهمة الاحتكار الفعلي لمبيعات الإعلانات عبر الإنترنت، في وقت اقتربت فيه كل من «فرانس برس» و«غوغل» من الإتفاق بشأن «الحقوق المجاورة»، إذ أعلن رئيس مجلس إدارة الوكالة فابريس فريس التقدم في المفاوضات مع «غوغل» واصفاً الإتفاق «بالإنجاز» الذي سيكون له «بعد ملموس على صعيد الجهود المبذولة في فرنسا لفرض بدل مادي على الحقوق المجاورة» والذي «يفتح الباب أمام شراكة عالمية ومستدامة مع غوغل».من جهته، أوضح المدير العام لـ «غوغل» (فرنسا) سيبستيان ميسوف أن الاتفاق الذي يتم التفاوض بشأنه يشمل «ترخيصاً عالمياً لاستخدام مضامين مختلفة لوكالة فرانس، فضلاً عن تقديم بدل مادي في إطار الحقوق المجاورة للمنشورات الصحافية لوكالة فرنس برس». وختم بالقول: «نحن على ثقة بأننا سنتوصل إلى اتفاق سيندرج في إطار التزامنا الطويل الأمد لدى الناشرين ووكالات الأنباء في فرنسا».