في آذار (مارس) الماضي، ظهر «قائد المنطقة الوسطى»، في الجيش الأميركي كينيث ماكينزي في برنامج «عشرين 30» على lbci، ومن خلفه مجموعة التجهيزات والمعدات العسكرية التي قدمها الى الجيش اللبناني. ومع أنّ المحاور ألبير كوستانيان حاول في اللقاء المتلفز الذي دام تسع دقائق، اقحام الجنرال العسكري في مستنقع السياسة اللبناني، سيما ادخاله موضوع «حزب الله»، وقضية الضغوط الأميركية عليه، وافقار الشعب اللبناني، واغتيال لقمان سليم، خرج كوستانيان وقتها خالي الوفاض. لا بل تلقى توبيخاً من ضيفه مراراً، حول طبيعة الأسئلة التي وصفها وقتها بـ «الديبلوماسية» التي تبتعد عن ميدانه العسكري. عاد ماكينزي وظهر مجدداً على شاشة lbci، من خلال بث المحطة على مدار الساعة، شريطاً ترويجياً، يندرج ضمن بروباغندا #Nthistogether التي تخصصها المحطة للترويج للإدارة الأميركية، ولسفارتها في بيروت. الشريط (دقيقة واحدة) يستكمل حفلة استعراض المساعدات العسكرية التي قدمها الأميركيون الى الجيش اللبناني. يخبرنا الشريط الترويجي بأنها وصلت الى 2.5 مليار دولار، والهدف منها «تعزيز قدرة الجيش على تأمين الحدود ومواجهة التهديدات»، طبعاً من دون ذكر طبيعة أو مصدر هذه التهديدات! في الفيديو، يظهر ماكينزي متنقلاً بين الوحدات العسكرية اللبنانية، والى جانبه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، مستخدماً احدى الطوافات العسكرية، لينتهي الشريط ببث تسجيل صوتي للجنرال الأميركي يقول فيه، بأن هذه المساعدات «ستمّكن القوات المسلحة الدفاع عن الدولة» لتكون «جاهزة بدورها للمساعدة في أي طريقة ممكنة». هكذا، ينضم الفيديو الترويجي إلى مجموعة شرائط أخرى، بثتها lbci، ضمن دعاية سياسية وعسكرية أميركية على شاشتها، وتظهر الى جانب الصورة المهانة والذليلة للبنانيين، رسائل مبطنة الى المقاومة، والتي لا شك تنخرط المحطة في التصويب عليها في أماكن متعددة من نشراتها الإخبارية وبرامجها السياسية أيضاً.