أثار الصحافي الأميركي مارتن سميث، زوبعة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، بنشره صورة تجمعه بزعيم تنظيم «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني، إذ ظهر الأخير بهيئة مختلفة، يرتدي فيها بزة رسمية، ومتخلياً عن مظهره العسكري الذي عرف به. سميث الذي قضى ثلاثة أيام في ادلب، قال في تغريدة له: «عدت للتو من زيارة إلى إدلب استغرقت ثلاثة أيام، التقيت فيها مؤسس جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وتحدثنا عن هجمات 11 أيلول، والقاعدة، وأميركا». المظهر الجديد للجولاني أثار سخرية على المنصات الإفتراضية، إلى جانب اتهام الجولاني بأنه يحاول تلميع صورته، للتقرب الى الغرب وتقديم نفسه «كشخصية متحضرة»، بعيداً عن أعمال الإرهاب التي قامت بها جماعته في سوريا. اللافت هنا، التعاطي الإعلامي مع هذه الحادثة. فقد كان بارزاً، ذهاب «الجزيرة» تجاه تكريس السخرية أكثر من مظهر الجولاني، واعادة نشر إعلان وزارة العدل الأميركية وتذكيرها بمكافأة الـ10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الجولاني. ومعلوم أن الشبكة القطرية من بين أكثر المنصات ترويجاً لهذه الجبهة الإرهابية، استضافت مرات عدة الجولاني على شاشتها، لتلميع صورته، والتغطية على الفظائع التي ارتكبتها «النصرة» على الأراضي السورية. من جهتها، دخلت شبكة «العربية» السعودية أيضاً على خطّ السخرية، فقد عنونت تقريرها «من اللثام الى السشوار: صور الجولاني تثير زوبعة». وفي المضمون، حديث عن الرجل الذي ما فتئ يرتكب وأنصاره الفظاعات بحق السوريين، أراد تلميع صورته، ظاهراً بحلة جديدة، مذكرة بادراج الجولاني على قائمة الإرهابيين في «وزارة الخارجية» الأميركية منذ العام 2013. هكذا، نفض الإعلام يده من الجولاني، وهو لطالما دعم هذه الجماعات الإرهابية في سوريا، ودخل جوقة السخرية، في لعب على الذاكرة القصيرة لدى المتابعين.