يتصّدر البطريرك الماورني مار بشارة بطرس الراعي، هذه الأيام المشهد الحالي، منذ بدء اطلاقه نظرية «حياد لبنان»، في عظاته المتكررة صبيحة كل أحد. نظرية سرعان ما لاقت أصداء في الميديا اللبنانية، وتحرّكت حملة دعائية طيلة الأيام الماضية، للترويج لها، ولاعتبارها «خلاص لبنان» من أزماته. كلام ما فتىء أن اتخذ مجموعة تأويلات أسهم فيها الراعي عبر تصريحاته المتناقضة، بين تحميل «حزب الله» المسؤولية وتسببه في عزلة لبنان، كما صرّح أخيراً الى موقع «فاتيكان نيوز» أو كما ينأى بنفسه عن هذه التصريحات على الشاشات اللبنانية، وتعميم فكرة المسؤولية على جميع الأحزاب والأطراف السياسية. دعوة الراعي، سرعان ما تلقفها الإعلام الخليجي، وتحديداً شاشة «الحدث» السعودية، وزوّرت فحواها، واستخدمتها في سياق تحريضي. ففي تقرير عرض أمس على الشاشة السعودية، تحت عنوان ««حزب الله» يرفض دعوة البطريرك الماروني الى الحياد في الصراع مع «اسرائيل»»، زوّر ما صرّح به البطريرك الماروني، في نظرية «حياد لبنان». واعتبرت المحطة أن القصد منه الدعوة «الى الحياد مع اسرائيل». علماً أن الراعي لم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى هذه النظرية. التقرير ينتقص لأدلة ملموسة، كادعاء المحطة بأن «رجال دين شيعة» اعتبروا أن دعوة البطريرك «خيانة علنية للقضية الفلسطينية»، فيما لم يذكر ولو اسماً واحداً من هؤلاء، في مسار تحريضي بنكهة مذهبية تتعمد «العربية/ الحدث» افتعاله. ومع أن عنوان التقرير يحمل فكرة رفض «حزب الله» لدعوة الراعي، الا أنه في الوقت عينه، يقرّ بأن الحزب «تجنّب مناقشة الفكرة». هكذا، وفي تناقض واضح سار التقرير، الذي هدف فقط الى التحريض، وتزوير الوقائع، والنفخ في أتون الفتنة، من دون الإلتفات الى أن هذه الطريقة باتت مفضوحة وغير فعالة.