خرجت mtv أمس عن أي قواعد وأطر معارضة الحكومات. من خلال إعلانها حالة الطوارئ أظهرت القناة التي تتخندق في مواجهة الجهاز الحكومي منذ تشكيله، أمس، حالة الإنتفاخ التي تعيشها وأودت بها، إلى بث الذعر بين الناس، عدا أنها تنتحل صفة رسمية وتطلق قرارات على شاشتها، وتتناسى دورها كوسيلة إعلام لا منصة لتصفية الحسابات. منذ بدء الإعلان تباعاً عن الحالات المصابة بالكورونا، والتسييس الذي أرفقته باتهام ايران بتصدير الفيروس، استكملت قناة «المرّ» تحريضها اليومي عبر نشراتها الإخبارية، وصولاً الى إعلانها حالة الطوارىء، بسبب ما ادعته في مقدمة نشرة الأمس بأن «دولتكم فقدت جرأتها وتخلّت عن سيادتها غير عابئة بمصيركم». من يقرأ الإستهلالية، لا بد من أن يلحظ كمّ التحريض الذي تمارسه المحطة، لتصفية حساباتها السياسية مع الحكومة. تدخل mtv من هذه البؤرة مستغلّة الفيروس والإستنفار الشعبي من حوله، لتفرض أجندتها غير عابئة بدقة وحساسية الوضع الحالي. أمس، وصلت الأمور الى ذروتها، مع تجرئها على بث هذه الإشعارات على شاكلة أخبار عاجلة، ووضعها في يسار الشاشة المضمون عينه الموجه الى اللبنانيين. ولعلّ الأنكى من كل ما حصل، تصرف المحطة مع بياني «وزارة الإعلام» و«المجلس الوطني للإعلام» بكثير من الفوقية والعنجهية. هكذا، سارع رياض طوق في برنامجه أمس، «باسم الشعب» لأن يتحدى وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، ويبرر قرار المحطة بأنها تصنّف «سلطة رابعة»! تبعه مقال منشور اليوم، على الموقع الإلكتروني، لمديره داني حداد، يصف ما قالته عبد الصمد بـ «الخطيئة» وينتقد بيان «الوطني للإعلام» ويصف عبد الهادي محفوظ بـ «المطاوع الإعلامي». وكانت عبد الصمد، قد أصدرت مساء بياناً، تؤكد فيه عدم تقاعس الدولة في متابعة كورونا، وكررت أن اعلان حالة طوارئ منوط حصراً بالحكومة، وسألت: «كيف تعلن محطة تلفزيونية حال الطوارىء؟». أما «الوطني للإعلام»، فبدوره طلب من القناة «تصحيح الخطأ»، بما أن الإعلان من شأنه «رفع وتيرة مخاوف اللبنانيين وقلقهم على مستقبلهم». إذاً، وبهذه الذهنية تصرفت قناة «المرّ» أمس، في ضربها بعرض الحائط القوانين المرعية في البلاد، عدا تسلقها واعتبار نفسها سلطة رسمية يمكنها أن تصدر قرارات مثيلة، بدل الذهاب باتجاه اكثر الى حملات توعوية ونقل الوقائع كما هي.
فمن يتابع على سبيل المثال، الرسائل اليومية لمراسلة المحطة نوال بري، لا بد من أن يتيقن كمّ التزوير في الحقائق سيما تلك المتعلقة بحالات الوفيات. أمس، وانطلاقاً من اجتهاد شخصي، وصفت بري حالة الرجل الذي توفي أمس، بأنه كان يعاني فقط من مناعة ضعيفة وأضافت: «يعني ليس مرضاً». يمكن، أخذ هذا المثال، للدلالة على ضحالة ثقافة بري، عدا تعمدها وكسلوك معاد للحكومة، تبيان أن حالات الوفيات حدثت بسبب الإهمال لا بسبب الكورونا والحالات الصحية للمصابين!