صحيح أن السعودية تلقت قبلاً وابلاً من الهجمات «الحوثية» على أهداف واضحة في المملكة ومنها محطات لآبار وضخ نفطية، لكنها، المرة الأولى التي يظهر فيها الإعلام السعودي عاجزاً أمام هول استهداف منشأتين نفطيتين، في «بقيق» و «حقل خريص» ، التابعتين لشركة «أرامكو». اثر استهداف «الحوثيين» لهاتين المنشأتين أمس، انتشرت سريعاً الفيديوات من قبل ناشطين سعوديين، صوّروا أعمدة الدخان المستعرة هناك، وتخوفوا مما يحدث على أراضيهم. هذه الفيديوات وغيرها، من ضمنها صور نشرتها «ناسا» فضائياً أظهرت الحرائق المندلعة من المكانين، كانت كفيلة بابراز حجم الخسائر في أكبر منشأة تكرير للنفط في العالم (بقيق)، وأكبر حقل نفطي في العالم (حقل خريص)، جراء ارسال «أنصار الله» مجموعة طائرات مسيّرة مفخخة الى هناك، أصابت أهدافها بدقة. هذا الحدث، الذي يبدو أنه كان أكبر من حجم استيعاب الإعلام السعودي، أظهر عجزاً في تفعيل الدعاية الإعلامية في سبيل التخفيف من وطأة ما حدث. سارعت «العربية» على سبيل المثال، الى تظهير حجم الدعم الأميركي للمملكة، وعرضه استخدام احتياطاته النفطية، في ظل توقف المنشأتين مؤقتاً عن العمل، والى الهاء جمهورها بأنها تقوم مع شريكتها الإمارات بالتحقيق في ما حدث، إضافة الى الإضاءة على أسواق البورصة وهبوط أسهم المملكة بعد حدوث الهجومين. ولعل من الساخر هنا، عرض الشبكة السعودية تقريراً مقتضباً تدعي فيه أن معظم الهجمات «الحوثية» التي طالت أراضي المملكة، خلفت «أضراراً محدودة»، فاما تم احتواءها أو إيقافها. في مقابل ضعف الإعلام السعودي، عن السيطرة على المشهد الكارثي الذي منيت به بلاده، كانت «الجزيرة» تستفيد من حجم الحدث الجلل الذي أصاب المملكة، وتسخر من الأمن السعودي الذي بات بحسب الشبكة القطرية «مكشوفاً»، ولا يملك استراتيجيات أمنية. تبعاً لتقرير بث أمس في برنامج «ما وراء الخبر»، فان السعودية التي تحتل المركز الثاني من حيث الإنفاق العسكري، تركت سماءها متاحة لهكذا هجمات، «يفترض أن تكون بالغة الصعوبة». سخر التقرير هنا من كون السعودية تستعمل جيشها فقط للاستعراض، وركز على مدى «انكشاف الرياض» أمنياً. كذلك، أضاء التقرير على محاولة المملكة أخيراً، طرح أسهم «أرامكو» في الأسواق العالمية، والآن تأتي هذه الهجمات في «توقيت قاتل»، تضاف اليها «المغامرات المكلفة» التي خاضتها، وفي كل مرة تخرج منها «أضعف».