بخلاف زميلتها «النهار» التي أصدرت في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، عدداً فارغاً يسوده الأبيض، كنوع من الإحتجاج على عدم تشكيل الحكومة، فاجأت صحيفة «دايلي ستار» اللبنانية الناطقة بالإنكليزية اليوم، قراءها بعدد كامل (عدد الصفحات 12)، يتوسط كل صفحة منه عنوان مانشيت دوّن بخلفية سوداء. احتلت عبارة lebanon (لبنان) الصفحة الأولى، وتدرجت بعدها العناوين التي تشكو «تصاعد الخطاب الطائفي»، وصول الدين العام الى 100 مليار دولار، الخطر الذي يحدق بالليرة اللبنانية، النفايات المكدسة في الشوارع، والأزمة الحكومية والبيئية وغيرها. مجموعة عناوين تصدرت عدد اليوم، الذي أتى كنوع من «تسجيل موقف تجاه الوضع المتدهور في لبنان»، و«دعوة المسؤولين الى الإستيقاظ قبل فوات الأوان» وفق بيان الصحيفة. في التبرير أيضاً، حديث عن «تعاظم المشاكل السياسية والإقتصادية والمالية والإجتماعية»، وإمكانية إيجاد «الوقت لإنقاذ البلد»، من خلال «تضافر كل الأطراف في سبيل الوطن».
الصحيفة البيروتية، التي تأسست عام 1952، امتنعت عن نشر المقالات والأخبار في نسختها الورقية، فيما استكملتها على موقعها الإلكتروني، وأصدرت عدداً أشبه بورقة النعوة للبلد. خطوة استطاعت جذب الأنظار، إذ تداول كثيرون عدد الصحيفة حتى المهتمين بنسختها الإنكليزية، لما خلفته من صدمة في الأوساط الصحافية. لا شك في أن ما أقدمت عليه «دايلي ستار» صبيحة اليوم، يندرج ضمن أصوات الإحتجاج على الأزمات المتراكمة في البلاد وعلى سياسات الحكومة التي أوصلت اللبنانيين الى حافة الهاوية، لكن، بكل بساطة كان يمكن أن يصار الى ترجمة كل هذه العناوين، ضمن مقالات وتحقيقات صحافية جذابة وصادمة كعدد اليوم، توصل بدورها الرسالة المبتغاة. وإزاء عددها الصادر اليوم بالأسود، وضع بعضهم هذه الخطوة في خانة الإستعراض وجذب الأنظار، فمن غير المؤكد بأنّ دعواتها ستترجم على أرض الواقع، وتلقى آذاناً صاغية!