على مرأى العالم أجمع، احترقت أجزاء من السقف العلوي لكنيسة «نوتردام» التاريخية في باريس. مشهد انهيار برجها التاريخي، وثّق أمس بالصورة والصوت. الحريق الهائل، الذي لم تعرف أسبابه بعد، كان بمثابة فجيعة خصوصاً بالنسبة إلى الفرنسيين، الذين تحلقوا أمس، من حولها، بالآلاف، متأثرين بإنهيار أجزاء منها، أمامهم، مع عجزهم عن فعل أي شيء لهذا المعلم الأثري التاريخي. على شاشات التلفزة، استنفرت الشاشات العالمية، لمتابعة الحدث الجلل أمس. وأيضاً على المنصات الإفتراضية، فُتح ما يشبه المرثيات، تأسياً على ما خلّفه الحريق من أضرار، وما دمره من قيمة معنوية وحضارية، واستعان هؤلاء بخدمة البث المباشر عبر هذه المواقع، ليتشاركوا الحدث مع البقية. لعلّ صورة «وكالة الصحافة الفرنسية»، التي توثق للحظة التي سبقت وقوع برج الكاتدرائية، كانت الأكثر إنتشاراً، حتى تصدرت غلاف صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية. صبيحة اليوم، أجمعت الصحافة الفرنسية، على تصدر أغلفتها هذه الحادثة الألمية. على سبيل المثال، عنونت صحيفة «لوباريزيان»: «نوتردام الدموع»، فيما فضّلت زميلتها Sud Ouest اعتماد لعبة السجع لتضحي: Le Drame de Notre Dame (فاجعة نوتردام). الصحافة العالمية لم تكن في منأى عما حصل في باريس. اهتمت الأخيرة بالحادثة، وتصدرت أغلفة بعضها، كـ «غارديان»، و «التايمز»، وغيرهما، فيما تداول بعض رواد مواقع التواصل، مشاهد من أفلام كارتونية أو درامية، تتنبأ بذهاب او احتراق الكنيسة الشهيرة. على سبيل المثال، نشر مشهد من فيلم Before sunrise (قبل طلوع الشمس -1995) الذي يحوي حواراً أمام «نوتردام» يتنبأ بأنها «ستذهب يوماً ما». ولا ننسى اقتران هذه الكاتدرائية باسم الكاتب الفرنسي الراحل فيكتور هوغو، ورائعته الأدبية «أحدب نوتردام»، التي جالت العالم مسرحاً وغناء. حضر هوغو أمس، بقوة بهذه الحادثة، واستذكر الناشطون الرائعة الأدبية الفريدة ومعانيها الإنسانية.