وأضرم جورج زريق النار بجسده. صور جسده المحروق، والنيران تخرج منها، التي انتشرت على المنصات الإفتراضية، قد لا تعود له، لكنها استطاعت مع قصته أن تهزّ الرأي العام اللبناني. قصة جورج الذي بحسب شقيقه، كان قد هدد إدارة ثانوية «سيدة بكفتين»، حيث يتلقى أولاده تعليمهم في الكورة، بأن يحرق نفسه أمامها، بعد رفضها تقسيط المبالغ المتراكمة من أقساط أولاده، وإعطائه إفادة تمكنّ زريق من نقل أولاده الى مدرسة رسمية. نقل الرجل الى مستشفى طرابلس لكنه ما لبث أن فارق الحياة. قصة جورج زريق الموجعة والصادمة، خلّفت ضجة عارمة على وسائل التواصل الإجتماعي. كما جرت العادة، في تعبير اللبنانيين عن واقعة مأساوية، في اللجوء الى حساباتهم على فايسبوك أو تويتر، فيما لا أحد منهم أو مجموعة صغيرة، تخرج للإحتجاج على الوضع الإقتصادي والإجتماعي الذي وصل الى حد لا يطاق، ويجبر رجلاً كجورج زريق على إضرام جسده إحتجاجاً على الوضع الذي وصل إليه. مجموعة مشاهير ورجال ساسة من نواب وفاعلين في الشأن العام، دخلوا على خطّ هذه الحادثة المأساوية، ليعبروا عن غضبهم ويركبوا موجة الإحتجاج والنقمة الشعبية. طبعاً، بعد هذه الحادثة، «عمّمت» الثانوية بياناً، مدعيةً بأن جورج كان معفى من الأقساط، ورُوجّ في ما بعد أن الرجل يعاني من اضطرابات نفسية، وأن ما قام به لم يكن ضمن الاحتجاج على قصة الإفادة المدرسية.