في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، انتقل نديم قطيش مع برنامجه DNA، الى ربوع قناة «العربية» بعد غيابه عن «المستقبل» محلياً، والإطار الضيق الذي وضع «لآفاق» البرنامج، مع الإشارة الى أنه تمت الإستعانة بحلقات البرنامج، على قناة «الحدث» الإخبارية، خاصة في فترات الأزمات التي سادت إبان الأزمة الخليجية (2017)، وأيضاً العدوان السعودي على اليمن (بعيد 2015). البرنامج الساخر اليومي، الذي يقوم على التركيز على إعلام «الممانعة»، والتصويب على إيران، يقابله، برنامج «فوق السلطة»، على «الجزيرة»، الذي يقدمه اللبناني نزيه الأحدب. البرنامج أسبوعي (يبث كل نهار جمعة)، وساخر، نقدي، يمتد على مدى 25 دقيقة. تمتزج فيه الجدية مع النفس الساخر، المضبوط، تحت سقف الشبكة القطرية. «فوق السلطة» الذي بدأ قبل عامين، يتبنى طبعاً أجندة «الجزيرة»، عبر الحصان الساخر، الذي يحمل رسائل سياسية مباشرة، مدعمة بشرائط بصرية، مهمتها تقديم أجمل صورة للدوحة، ودحض، الدعاية الخليجية، سيّما بعد «وضوح الصورة»، ومعرفة «الأعداء». «القمار» مصطلح يختصر أربع عواصم عربية، تمارس الحصار على قطر، اخترعه الأحدب، ليعبر عنها بهذه العبارة المختصرة (القاهرة/ المنامة/ أبو ظبي/ الرياض). لا شك في أن فوز قطر «بكأس آسيا»، أخيراً، أعطى دفعاً قوياً للدوحة، بأن تنتشي بهذا النصر، وتستغله لكيد خصومها. في حلقة الجمعة الفائت، التي عنونت «قطر تنفض الحصار»، هجوم واضح، على الإمارات والسعودية، وإعلامهما، واقتناص الفرصة للإنقاض على هذه البروباغندا المضادة. قد ينجح الأحدب، في الأداء الجسدي، وأيضاً الكلامي، وإتقان مخارج الحروف، كأننا أمام مونولوجيست، على خشبة المسرح. لكن في نهاية الأمر، لا يعدو البرنامج الساخر، كونه يقع ضمن أداة تستخدم في حرب ضروس تقودها الدوحة، وذراعها الإعلامي «الجزيرة»، في وجه الدول الخليجية المحاصِرة، كما تفعل «العربية»، مع DNA، الذي يصوب وجهته نحو «العدو الأوحد» للمملكة: إيران!