بعد غياب نسبي عن الشاشة في فترة الأعياد، عادت برامج «الإثنين» وعادت معها المواضيع الجدلية أو المثارة الى الواجهة. قضية النائبة رولا الطبش، التي كانت حدث نهاية الأسبوع الماضي، حضرت بقوة على منصات هذه البرامج. رغم أن الطبش ملتزمة الصمت وبعدم الإدلاء بأي تصريح إعلامي، الا أن هذه البرامج تنافست في ما بينها، على طرح هذه القضية، باستثناء «طوني خليفة» على «الجديد» أمس. إذ قرر في بداية الحلقة «الالتزام بالتهدئة»، بناء على أجواء توحي بعودة «الأمور الى نصابها»، كما علق خليفة. الحلقة نشرت تسجيلاً مقتضباً للنائبة اللبنانية، تخبر فيه التزامها الصمت، وامتناعها عن الظهور الإعلامي. ربما، حسناً فعل خليفة، في إقفال هذا الموضوع، الذي اشتُغل على تحويله طائفياً، عبر إثارة النعرات، والإيحاء بأن ما قامت به الطبش يعدّ إساءة للإسلام (ذهابها الى دار الفتوى واعتذارها عما حصل ونطقها بالشهادتين)، وسط جدل آخر، يعتبر أن إعتذارها يشكل أيضاً «إساءة الى الديانة المسيحية». بين هاتين الكفتين، راح كل من «هوا الحرية» (lbci) الذي كرس حيزاً كبيراً للقضية ( 46 دقيقة) و«منا وجر» على mtv، يتناولان ما حصل في إحدى الكنائس في منطقة «انطلياس»، ضمن قداس يدعو الى «المحبة والسلام». «منا وجر»، الذي طرح القضية، اكتفى بنقاش دائر بين افراده الحاضرين دائماً على الطاولة، فيما كان لافتاً ما فعله جو معلوف في فقرته، عبر استضافته رئيس «المركز الكاثوليكي للإعلام» عبدو أبو كسم، والشيخ إياد عبد الله (إمام مسجد في بلدة شحيم)، بعد إعتذار ممثل عن «دار الفتوى» عن عدم الحضور. اللافت هنا، ما قدمه أبو كسم من مقاربة دينية تسامحية، معتبراً أنّ ما حصل «لا يستوجب ردة الفعل القاسية من قبل الرأي العام». بدا النقاش كمن يسير في حقل من الألغام، في الانتباه الى المصطلحات والكلام الذي يقال بين ممثلين للسلطتين الدينيتين الإسلامية والمسيحية. أبو كسم صاحب «مآثر» في إنزال القصاص بعدد لا يستهان به من الناشطين على الشبكات الإجتماعية، على خلفية تأويل منشورات فكاهية، سرعان ما تصبح ـ في نظر أبو كسم ـ «مسيئة للمسيحية»، وسط المطالبة بإنزال العقوبة بحق صاحبها. لكن ها هو اليوم يرتدي ثوب رجل الدين المتسامح، الذاهب أكثر تجاه الآخر المسلم. في المحصلة، انتقلت هذه القنوات من ضجيج وسائل التواصل الإجتماعي الذي جلد رولا الطبش بما فيه الكفاية، وألزمها ربما بالإعتذار، لتعيد القنوات طرح القضية من جديد، من دون أن تكون الحاجة ماسة هنا الى نقاش، أو تصويب تلفزيوني لا طائل منه، ربما كان من المجدي التزام الصمت كما فعلت الطبش أخيراً.