تعرضه LBC في وقت الذروة

علي الخليل، وفادي إبراهيم، وباسم مغنية، وفيفيان أنطونيوس، وحشد من الممثلين اللبنانيين، يطلّون يومياً في رمضان عبر مسلسل تشويقي مليء بـ«الأكشن» والمطاردات... والمخرج إيلي معلوف يعوّل على الإنتاج الضخم، لمنافسة القاهرة ودمشق

باسم الحكيم
LBC تراهن مجدداً على الدراما اللبنانيّة، وها هي تقدم في رمضان «ورود ممزقة» للكاتب طوني شمعون. لم تكن المحطة اللبنانية تفكّر يوماً بمسألة عرض المسلسل المحلي في رمضان، لأنها تدرك أن كلفة إنتاج هذه الدراما لا تقارن بالميزانيات المرصودة للأعمال العربية الأخرى. لكن المحطة التي ساهمت في إخراج الدراما اللبنانيّة من كبوتها في التسعينيات، ولم تتوقف عن عرضها إلاّ في المواسم الرمضانيّة، قرّرت قبل أعوام أن «تجرّب» اللبناني مع نص لكلوديا مرشليان وإخراج إيلي ف. حبيب، ضمن الحلقات البوليسيّة الكوميديّة «عمول كونترول». إلا أن العمل لم يجد نسبة مشاهدة عالية بسبب عرضه قبل موعد الإفطار. وفي العام الماضي، أعطت LBC فرصة ثانية للبناني مع «حواء في التاريخ». غير أن السلسلة التي كتبتها مرشليان وأخرجها السوري محمد زهير رجب، لم تحقق النجاح المنتظر أيضاً، بسبب عوامل عدّة، لعلّ أبرزها ضعف الإنتاج وبطء الإيقاع.
في رمضان 2008، ستنقلب الآية: فبرمجة المسلسل اللبناني ستكون في الصدارة. في التاسعة مساءً، سيحين الموعد لتقديم الدراما الاجتماعيّة التشويقيّة المعاصرة «ورود ممزقة» (إنتاح «فونيكس بيكتشر إنترناشونال») التي تضم حشداً من الممثلين، بينهم: علي الخليل، وفادي إبراهيم، وباسم مغنية، ويوسف الخال، وفيفيان أنطونيوس، وهند باز، ومازن معضم، وغبريال بو راشد، وخالد السيّد، وروزي الخولي، وتينا جرّوس، وماغي بو غصن... تدور أحداث العمل المتشابكة جداً، حول أسامة فضول (الخليل) الذي يخطط للحصول على ثروة صديقه كمال (توفيق توفيق) وزوجته (نهلا داوود)، فيطلق عليه الرصاص في إحدى سهرات القمار، ويُتَّهم مرافق كمال الشخصي (آلان الزغبي) بالجريمة، بعدما يفرّ إلى جهة مجهولة. غير أن القدر سيكتب عمراً جديداً لمرافق كمال الثاني نجيب (خالد السيّد)... في هذا الوقت، سيكلّف أسامة فضول أحد موظفيه (فادي إبراهيم) بالتخلص من نجيب وزوجته، فيوهمه بأنه نفّذ المهمة، بينما يؤمّن لهما مسكناً لائقاً. كما يعهد إليهما تربية ابن أسامة فضول. وبموازاة هذا الخط الدرامي، تبرز ياسمين (أبي راشد) التي تغرم بشاب متهوّر (مشموشي)، يستغلها فتحمل منه. ثم يقرّر التخلص منها مع جنينها. وتتلاحق الأحداث في أجواء تشويقيّة بعد مرور عشرين عاماً على الجريمة الأولى، لتتّخذ القصة منحى مختلفاً ويعيد التاريخ نفسه، فيتفوق ابن القاتل (معضّم) على والده في رحلة الشر والإجرام.
على خطى الدراما الأميركيّة، قرّر المخرج إيلي معلوف أن يستهل كل حلقة قبل الـ«جنيريك»، بمقاطع تلخّص الأحداث الرئيسيّة من الحلقات السابقة، «وهذه كلفة إضافيّة على عملي الذي لم أبخل عليه، ليخرج منافساً الدراما المصريّة والسوريّة». ويذهب أبعد من ذلك، ليؤكد أن عمله سيتفوّق على الأعمال المصريّة والسوريّة، لأننا بذلنا وقتاً طويلاً لتنفيذه (ما يقارب 150 يوم تصوير فعلياً)، بينما ترفض جهات الإنتاج المصريّة مثلاً، أن تتخطى مدة تصوير العمل الدرامي ثلاثة أشهر لضرورات إنتاجيّة. وهنا، يفاخر بـ«مشهد تفجير سيّارة في الحلقات الأخيرة الذي كلّف نحو عشرة آلاف دولار، أصررت أن يكون الحريق واقعيّاً وطبيعيّاً على الطريقة الأميركيّة، ورفضت تنفيذ المشهد عبر «الغرافيكس» سعياً وراء التوفير». ويعطي معلوف أهمية كبرى للموسيقى التصويريّة التي وضعها يوسف الخال، كما يضع جودة الإنتاج في المقام الأوّل: «لأنني أريد أن يفضل المشاهد الإنتاج اللبناني على الإنتاجات الأخرى».
يبقى أخيراً، أن المخرج إيلي معلوف يرفض مبدأ البطولة المطلقة في مسلسلاته الطويلة. من هنا، لا يغيب النقد عن أعماله لاستعانته دوماً بعارضات الأزياء وملكات الجمال والإعلاميّات، بحجّة أنه «ليس لدينا ممثلات جيّدات، يمتلكن الحضور والطلّة المطلوبة». ولعلّ «ورود ممزقة» سيكون من أقلّ أعماله التي تُنتقد لهذا السبب، لأنه يضم مجموعة من أفضل الممثلين... فهل سيصب النقد في مكان آخر، وخصوصاً أن أجواء «الأكشن» والمطاردات، ليست مستمدة من واقعنا اللبناني؟


مغامرة مضمونة؟

منذ نحو 15 عاماً، طلب الكاتب مروان نجّار من رئيس مجلس إدارة LBC بيار الضاهر ضمن برنامج «الشاطر يحكي»، أن تعطي محطته فرصة للدراما اللبنانيّة، حتى تثبت نفسها. وفعلاً، وافق الضاهر على الدخول في مغامرة غير مضمونة النتائج. ولم يتأخّر نجّار حتى بدأ بكتابة حلقات وتنفيذ مجموعته الأسبوعية «طالبين القرب» التي حقّقت نجاحاً كبيراً عند عرضها. وعاماً بعد عام، أدركت المحطة أن الدراما الناطقة باللهجة المحكيّة، قادرة على جذب المشاهد اللبناني أكثر من الأعمال المدبلجة، وحتى أكثر من المصرية، فرفعت عدد الساعات الدراميّة أسبوعيّاً. فهل ستتمكن المسلسلات اللبنانيّة من تحقيق معادلة مشابهة في رمضان، وخصوصاً بعد دخول عملين محليين هما «ورود ممزقة» (LBC) و«مجنون ليلى» («المستقبل») ساحة المنافسة؟ الجواب بعد أيّام قليلة.


نهلا داوود

بعدما برعت في الأدوار الثانوية والمساندة، استحقّت البطولة الأولى. الممثلة اللبنانيّة التي تشارك هذا الموسم في «ورود ممزقة»، تباشر قريباً تصوير حلقات «الأرملة» من سلسلة «حكايات» لشكري أنيس فاخوري والمخرج فيليب أسمر