محمد عبد الرحمنمن يتابع علاقة بعض الصحف المصرية ببعضها الآخر، فلن يجد صحيفة لم تدخل في نزاع مع زميلتها. منذ التغييرات التي شهدتها المؤسسات الإعلامية الحكومية عام 2005 وصعود نجم الجرائد الخاصة («المصري اليوم»، و«الدستور»، و«الشروق»...) انهارت الحواجز التي كانت تمنع التراشق بين المطبوعات المصرية. باختصار، باتت الجميع في حالة هجوم ودفاع، وهو ما انسحب أيضاً على العلاقة بين كبار المحررين.
إلا أن أحدث المعارك الصحافية، أتت من حيث لم يتوقّعها أحد: بمجرد إعلان «اليوم السابع» احتلالها المركز الأول في قائمة مجلة «فوربس ـــــ الشرق الأوسط» كأكثر الصحف العربية تأثيراً على الإنترنت، ردت «المصري اليوم» بطريقة فاجأت الجميع. هذه الصحيفة التي حصلت على المركز 26 وفق تصنيف «فوربس»، أعلنت أن تقريراً أعدّته «مؤسسة الفكر العربي» صنّفتها كأكثر الصحف العربية تأثيراً على الشبكة العنكبوتية. لقد بدا ذلك مستغرباً، وخصوصاً أنّ كل المواقع العالمية التي تقدم إحصاءات لعدد الزيارات، تؤكّد أن «اليوم السابع» تقع في صدارة الصحف الأكثر انتشاراً على الإنترنت داخل مصر وعلى مستوى العالم العربي.

لا تعترف «المصري اليوم» بالصدارة الإلكترونية لـ«اليوم السابع»

وسرعان ما نشرت «اليوم السابع» تقريراً يقول إن رئيس تحرير «المصري اليوم» مجدي الجلاد هو أحد أعضاء مجلس إدارة «مؤسسة الفكر العربي». وأضافت أنّ الرجل يفكر في التقدّم بشكوى على مجلة «فوربس» لتعديل موقع جريدته على القائمة! ولم تتردّد «اليوم السابع» في تذكير «المصري اليوم» بالحملة التي شنّتها على صحيفة «الأهرام» بعدما تلاعبت بصورة الرئيس حسني مبارك خلال قمة الرؤساء الخمسة بواسطة الـ«فوتوشوب»، واتهمت إياها باستخدام الأسلوب نفسه لتغيير الواقع في ما يتعلّق بتصنيف الصحف على الإنترنت.
ورغم العلاقات الجيدة التي تجمع رئيسي تحرير الصحيفَتين، ردّت «المصري اليوم» بعبارات قاسية، وهو ما لفتت إليه مدوّنة «الوسط الصحافي» المعنية بمتابعة أخبار الصحافيين المصريين، فأشارت إلى أنّ العلاقات الشخصية بين المحررين المصريين لم تعد تسهم في تخفيف الخلافات؛ إذ إنّ الجريدة التي تقدم نفسها باعتبارها المنافس الأول لـ«الأهرام» في سوق الصحف المطبوعة داخل مصر، لم تتحمل أن تتفوّق عليها جريدة أخرى إلكترونياً، رغم أن المطبوعة الأسبوعية التي تصدر عن «اليوم السابع» لا تحقّق الانتشار الموازي لنجاح الجريدة الإلكترونية. ومع ذلك، لم يدّعِ أصحاب «اليوم السابع» أنهم متقدمون في هذا المجال. وكان رئيس تحرير «اليوم السابع» خالد صلاح قد وجّه أيضاً عتاباً لرئيس مجلس إدارة «الأهرام» عبد المنعم سعيد بسبب عدم نشر خبر تصدّر الصحيفة لقائمة المطبوعات الأقوى على الإنترنت، فردّ سعيد بأنه لو كان رئيس التحرير لنشر الخبر. وبعد يومين على هذه الحادثة، نشرت «الأهرام» الخبر بالفعل في الصفحة الأخيرة.